عرفه المؤرخ الطالب أخيار بن مامينا بقوله:
هو الشيخ سيدي أحمد البكاي بن محمد الأمين بن الشيخ المصطف، وهو شقيق باب أحمد الذي تقدم ذكره في حرف الباء.
كان عالما فقيها شجاعا بطلا، وسيما حسن الخلق نورانيا، أخذ الطريقة والعلم عن الشيخ ماء العينين، ومكث عنده ست عشرة سنة؛ خاض الجهاد وشارك في عدة معارك مع تلامذة الشيخ ماء العينين تحت إمرة الشيخ حسنا، وجرح مرات، من أشدها جرح في أنفه كاد يهشمه.
حدثني ابن أخيه العالم الفاضل سيداتْ: أن سيدي أحمد البكاي حدثه أنه لما أصيب في أنفه، وعاد من المعركة، قال للشيخ ماء العينين: أدعو الله لي أن يعود أنفي كما كان، فإني لا أحب الوجه المشوه، فوضع الشيخ يده على أنفه، وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، وهو يستمع لقراءته. فما لبث حتى شعر بأنفه يلتئم ويعود كما كان.
وما من كرامة لولي إلا وقد تفرعت من معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم كما وقع لقتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي، الذي أصيبت عينه يوم أحد، حيث خرجت عن محلها، فأعادها صلى الله عليه وسلم لمكانها. ومن طالع كتاب قطر الولي للشوكاني الذي شرح فيه حديث: ” من عادى لي وليا”… لا يستبعد ما يُنسب إلى عباد الله الصالحين من أمور خارقة للعادة.
توفي صاحب الترجمة في حدود سنة 1960م ودفن عند “شَكَارْ” في ولاية “البراكنة”. وقد عاش أكثر من تسعين سنة. عقَّب ذرية منها: سيدي المختار، وسيدي محمد، والعالم.
وفي الفترة التي قضاها صاحب الترجمة عند آل الشيخ ماء العينين تزوج خلالها بالعالية بنت الشيخ شبيهنا بن الشيخ ماء العينين ولم ينجب منها وتزوجها بعده ماء العينين بن الحضرمي السباعي.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 327. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.