مقتطفات من مخطوط”سهل المرتقي في الحث على التقى” للشيخ ماءالعينين حول آفات اللسان

يقول الشيخ ماءالعينين بن الشيخ محمد فاضل في كتابه “سهل المرتقي في الحث على التقى” (1)،متحدثا عن آفات اللسان:

وبالجملة فإن آفات اللسان كثيرة عدها بعضهم ثلاثا و عشرين،فينبغي للإنسان أن يتحرز منها كلا و بعضا، و من أشدها أيضا الخوض في الباطل و المعاصي، كحكايات صفات النساء و مقامات الفساق.وإليه الإشارة بقوله تعالى :” و كنا نخوض مع الخائضين” ( سورة المدثر 45)، فعلى المرء أن يشغل لسانه بذكر ربه، أو بإحدى الثلاث الذي استثنى تعالى بقوله: ” لا خير في نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” ( النساء 114).

واعلم إن جميع ما يتكلم به الإنسان على أربعة أقسام: فقسم ليس فيه إلا المضرة فهذا حرام، و قسم فيه مضرة و منفعة، فهذا كالأول لأن مضرته أذهبت منفعته و صار حراما، و قسم ليس فيه مضرة و لا منفعة، فلا ينبغي الإكثار منه، لئلا يذهب العمر باطلا، و قسم ليس فيه إلا المنفعة، فهذا هو المطلوب، فخرج من هذا الكلام أن ثلاثة أرباع الكلام لا خير فيه، وليس له من كلامه إلا الربع.

واعلم أن كل ما نهي عنه اللسان فالسمع منهي عن استماعه، كما تقدم من قوله صلى عليه و سلم ” المغتاب و المستمع شريكان في الإثم”.

وقال تعالى ” فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم” (النساء 140)، يعني في الإثم، فيجب على سامع القبيح رده و ابطاله، فان عجز فارق ذلك المجلس، فان تعذر قعد كارها، و يشتغل بذكر الله، أو فكر حتى لا يسمعه، و انظر لقول الشاعر:

وسمعك صن عن سماع القبيح… كصون اللسان عن النطق به

فانك عند سماع القبيـــــــح ….   شريك لقائله فانتبـــــــــــه


 (1) مخطوط سهل المرتقى في الحث على التقى للشيخ ماءالعينين، مقدم من مكتبة الأستاذ مربيه بن سيدي محمد بوجان.ص 41 و 42.