السيّدْ بن المختار الأبييري

ترجم له الطالب أخيار بن مامينا:
هو سيدي محمد الملقب السَيِّدْ بن المختار بن الطالب بن المختار بن الهيبة بن أحمد دولَه بن أبابكْ واسمه أبو بكر بن محم الملقب انتشايتْ. أمه: مريم بنت حيمُدانْ.
كان شاعرا مجيدا، عابدا ثقة ومن أهل العلم والفقه.
قدم على الشيخ بن حامني الغلاوي ب”شنقيط” في عام 1290هـ ومعه أحمد بن المختار فال، ومكثا عنده مدة يدرسان عليه العلم، ثم توجه صاحب الترجمة إلى الشيخ ماء العينين وأخذ عنه الطريقة وبعض العلوم ولازمه زمنا طويلا، وهاجر معه من السمارة إلى تيزنيت بجنوب المغرب وبعد وفاة الشيخ ماء العينين، ظل إلى جانب الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين وكان معه في مراكش إبان الحركة الجهادية، وبعد خروج الشيخ أحمد الهيبة من مراكش إثر النكسة التي مني بها المجاهدون عقب معركة “ابن جرير” ألقت السلطات الفرنسية القبض على صاحب الترجمة، وتم سجنه في سجن مراكش فبعثت زوجته وهي امرأة من أولاد أبي السباع برسالة -في البريد الذي تم إنشاؤه حديثا – إلى الشيخ سيديا بابا تخبره فيها بسجن السيْد، وأنها تطلب منه التوسط في الإفراج عنه فما كان من الشيخ سيدي بابا، إلا أن طلب من الفرنسيين ترحيله إلى “أبيتلميتْ” بلد صاحب الترجمة فاستجاب الفرنسيون لطلبه.
ذكره الشيخ النعمة في “الأبحر”، فقال عنه: “الأديب في المحافل، واللبيب في الجحافل، وهو من مريديه  الذين أعرف، وكان قبل مبايعته له من مشاهير شعراء الحسانية الذين لهم شأن… ولما تتلمذ عليه ترك ذلك كله، وأقبل على العبادة، وله مشاركة في الفقه والنحو والأدب وغير ذلك . توفي في حدود 1922م ببُوتلميتْ ودُفن في مقبرة “البعْلاتيَه”.
له من الذرية: حمود، لا عقب له، وفاطمة رحمها الله. تزوجها مامينا بن سيداتي بن الشيخ ماء العينين وأنجب منها: حسنا، ومحمد الأغظف، وأحمد الهيبة.
ولصاحب الترجمة مدائح في حضرة الشيخ ماء العينين، منها من الشعر الحساني قوله:
عَنْ الابْلادْ اجْلَيْتُ لَعْماشْ || واجْدَرْ تَنبتْ فيكمْ لَعْراشْ
مَا فيكُمْ يَكونْ أفكْراشْ || تابعْ في المذهبْ بُوهْ أخوهْ
ولِ خاطيكمْ دَارْ أبَّاشْ || يَتْبَعْ بُوهْ إلَيْنْ أتْبَعْ بُوهْ
وله من الشعر الفصيح من الوافر:
أتاني طيفُ عزة من بلادي || بعيد النوم يمنعني رقادي
إلى أن قال:
فقلت حبيبتي دنف دعيني || لعل الله يُلهمني رشادي
إلى غوث أغر كريم نجْر || بعيد الذكر مرتكم الرماد
وهوب للهنيدة واللآلي || وخيل الشأو مسرجة جياد
لئن نفذت خزائنه ليبقى || له الخلق الجميل بلا نفاد
ويُعطي للأرامل كل يوم || وطول الليل خازنه ينادي
إلى ردُح من الشيزى ملاء || لباب البُرِّ يُلبك بالشهاد
رؤوف بالأسافل والأعالي || نديُّ الكف في السنة الجماد

المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 359-360. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.*