رسالة من الأمير المختار بن أحمد عيدة إلى الشيخ ماءالعينين

حَظي الشيخ ماء العينين بمكانة رفيعة لدى سلاطين الدولة العلوية الشريفة، وكذلك في الأوساط الدينية والسياسية ببلاد شنقيط والمغرب، مما أهّله للاضطلاع بأدوار ريادية في توجيه المسلمين وتوحيد صفوفهم في مواجهة التوغّل الاستعماري في المنطقة. فقد كان موضع ثقة بين القبائل والزعامات المحلية، وقناة تواصل بينها وبين السلطان في فاس.
وفي هذا السياق، نورد رسالة موجَّهة إليه من أمير آدرار المختار بن أحمد بن عيد وابنه أحمد، يجدّدان فيها هذه الثقة، ويحمّلانه مسؤولية الإشراف على شؤون المسلمين في منطقة الساحل، وعلى وجه الخصوص أمر آل عثمان، مع تأكيد ولائهم للسلطان وعدم مخالفتهم لأوامره. كما تُبرز الرسالة حاجتهم الماسّة إلى الدعم العسكري والمادي في مواجهة النصارى، مع التشديد على أهمية وحدة الكلمة وتجاوز الخلافات الداخلية.

الرسالة:

 

فتبليغ سلام تام أحلى مذاقا من الخمر ، وألذ استنشاقا من المسك الأذفر، ويتلوه سلام من العلي الأكبر ، مؤيد بالرضوان والنصر، ولو تجسم لفاق ما على وجه الأرض من جبل شامخ وشجر، منالمختار بن احمد بن عيد وابنه أحمد إلى الشيخ ماء العينين، وحلاوة سماع الأذنين، موجبه إليك أوجب الله لنا ولك الخير، ووقانا وإياك الضير، لتعلم أن أمور المسلمين متعلقة فيك جميعا، وتأكد أمر آل عثمان، ولتعلم أن أمر آل عثمان في الساحل في جميع من يحمل السلاح ومن هو واضعه، من الزوايا واللحمة، أنت المتولي له، وما لك من الهم في آدرار فهم أهله يفعلون فيه ما هو وفق مرادك.
وأنك تجري فيما يجمعهم مع ابن هيب لا يترك محبته ووده في آل عثمان بسبب أبناء أبي السباع، وأنك تخبر السلطان أن آل عثمان وما معهم من المسلمين في بيعته لا يخالفون أمره ولا يقتحمون نهيه، وأنهم يحتاجون لما يمدهم به من السلاح والجيش والمعيشة في أمر النصارى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ختم أمير آدرار


صورة الرسالة من مكتبة الأستاذ الطالبويا بن الشيخ محمدي، قدمها للموقع الدكتور ماءالعينين ماءالعينين العتيق، التخريج للدكتور ابوه الطراح