
شكلت مراكش محطة فارقة في المقاومة المسلحة التي شنتها المقاومة بقيادة الشيخ أحمد الهيبة ضد المستعمر الفرنسي، معركة سيدي بوعثمان و ما سبقها و ما تلاها من مناوشات، غيرت من مسار تقدم زحف المقاومة و التحامها بمكونات المنطقة، بظروف و أسباب عدة كانت حاسمة في انكسارها جزئيا، لتعيد تنظيم نفسها بعد ذلك في بلاد سوس و تستمر قرابة العقدين بعد معركة سيدي بوعثمان.
الرسالة المدرجة اليوم، موقعة من طرف ” أعيان الرحامنة”، و هي موجهة إلى ” خليفة سيدنا الإمام محمد (الخاص) بن مصباح” كما جاء في الرسالة، يورد فيها بعض تفاصيل مناوشات ” مضاربة” بين القبائل و الجيش الفرنسي في منطقة ” المدن” و دحره إلى منطقة ” الحد القديم”من بلاد دكالة، كما يبشره بسلامتهم و أنهم في الطريق، حيث سيصلون إلى منطقة جمعة الماء البارد ( دوار في جماعة أيت الطالب بن كرير حاليا)، خاصة أصحاب الإمام من قبيلة “يكوت”.
نسخة مصورة من الرسالة من تخريج الدكتور أبوه الطراح
نص الرسالة:
الحمد لله وحده
صلى الله على نبينا محمد وآله
حبنا الأعز الأرض الخليفة الشيخ محمد الخاص بن مصباح والخليفة الحاج محمد عليك السلام التام ورحمة الله وبركاته على الدوام وبعد:
فاعلم رعاك الله إن يكن في كريم علمك أننا قد وقعت مضاربة بيننا وبين العدو في “المدنِّ”؟ واجتمعت عليه القبيلة وتضاربنا معه وكسرناه ونهبنا له عددا من الكراريس وقتلنا منه عددا كثيرا لا يحصر عدده إلا الله فهاه وصلناه للحد القديم في بلاد دكالة.
والقبيلة كلها راحت سالمة من الموت ومن المجارح. واعلم بأنه بقي ريحه في الربعة الضحى واليوم لا بد ثملا بد صبيحة غد بكرة النهار تصبح في موضع جمعة ماء البارد.
ونعود سلامنا على الفقيه السيد الإمام إذا وعلي أما أصحابك يكوت سالمين لا بأس عليهم وهذا ما نعلمك به والسلام.
عيان قبيلة الرحامنة كافة
وفقهم الله آمين