
بقلم: الدكتور حمداتي شبيهنا ماءالعينين
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ سيدي عثمان ابن الشيخ محمد فاضل بن الشيخ حسن بن شيخنا الشيخ محمد فاضل الكبير و والدته أم الفضل فاطمه امي بنت شيخنا الشيخ ماء العينين بن شيخنا محمد فاضل الكبير ، تربى في كنف والديه مع شيخنا الشيخ ماءالعينين في السمارة و ضواحيها فحفظ القرآن و أمهات فرض العين و علوم الحديث و التفسير و ظهرت عليه معالم و قيم الرجولة صغيرا فاشتغل في بادئ حياته بالأعمال الحرة ، تزوج في حياة شيخنا الشيخ ماء العينين ببنت الشيخ الولي ابن شيخنا الشيخ ماءالعينين المرحومة أمنا منة و أختها من بعدها ر حمهم الله ، فلما تأسست الحركة الجهادية انخرط في صفوفها فعرف بالشجاعة و قوة الشخصية و الكرم ولين العريكة لمن أراد خيره و شراسة لمن أراد المس من كرامته و لما تولى الشيخ مربيه ربه قيادة الجهاد عين الشيخ سيدي عثمان خليفة له على آيت بعمران و بقي أزيد من عشر سنوات قائما بجميع متطلبات الحركة الجهادية في ذالك الثغر الذي يضم قبائل مجاهدي و علماء و أبطال و جميع مكونات آيت بعمران . و رغم أنه مسؤول عليهم فقد لقبوه ب ” سيدي الاحسان ” و في هاته الفترة تكون سفر من الرسائل بينه و بين الشيخ مربيه ربه من جهة و بينه و بين مختلف أبناء عمه و أخواله ، علاقاته واسعة في قبائل الصحراء و سوس .
كان من كبار العلماء العاملين و الصلحاء الأقوياء الموجهين بيته كعبة للزوار و موئل للضعفاء و المحتاجين . تزوج بعد موت زوجتيه المرحومتين ابنتي الشيخ الولي إذ وافاهما الأجل عنده ، فتزوج بأم الفضل بنت الشيخ مربيه ربه و أنجب منها المرحومين اشريف و حسن ثم أم المؤمنين أطال الله بقاءها و أختها المرحومة أميمة و بعد وفاتها تزوج بالشريفة التوبالية المكبولة منت السيد أنجب منها المرحوم الطالبخيار و المرحومة فاطمه امي أم الفضل وأنجب إبنه الشيخ الولي حفظه الله من زوجته السيدة بنت عابدين من قبيلة إزرگيين ثم تزوج بالمرحومة خدج منت اصنيبه و أنجب منها عائشة ” عزة ” أطال الله عمرها و لما فارق المكبوله و خدج تزوج بالمرحومة أم الفضل بنت الشيخ محمد الأغظف و أنجب منها المرحوم ماء العينين الملقب ” شماتو ” ثم فارقها فتزوج بمنينه بنت ابك فأنجب منها الشيخ محمد الإمام أطال الله عمره ثم فارقها فتزوج بالمرحومة عائشة الملقبة ” آية ” بنت الشيخ مصطافي ابن شيخنا الشيخ ماء العينين فأنجب منها النزيه أطال الله عمره و مريم الملقبة ” اغويه ” أطال الله عمرها ، هذا عن حياته الاجتماعية .
أما عن حياته العلمية و السياسية فقد كانت له مواقف لا تنسى فأيام مسؤوليته بآيت بعمران وفي الهجمة الغوغائية التي استشهد بسببها الشيخ بشرايا ابن شيخنا الشيخ ماء العينين و نجا منها بألطاف الله الشيخ محمد الأغظف بن شيخنا الشيخ ماء العينين كان الشيخ سيدي عثمان آنذاك بثلاثاء اصبويا فوفر للشيخ محمد الأغظف كل وسائل الأمن و التنقل حتى خرج من منطقة الانفلات الأمني و لما خرج بعد ذالك بمدة الشيخ مربيه ربه من أكردوس مر به في نفس المكان فوفر كل ما تتطلبه الرحلة من زاد و مراكب و أخذ بندقيته و ذهب معه و ترك عياله بآيت بعمران ، عندما قدم الشيخ مربيه ربه لطرفاية تم تعيين الشيخ سيدي عثمان قاضي القضاة بالمنطقة هنا تغير توجهه من قائد عسكري و رجل أعمال يشتغل بالتجارة إلى تحصيل العلم، و قد حكا لي أستاذي العالم العظيم الملقب في زمنه بحامل المذهب محمد المختار ول الطالب عثمان أنه كان عند حي المرحوم علي ابن رمضان قائد فخذ آيت سعيد من قبيلة أزركيين يعلم أبناءهم حتى أتاه رسول الشيخ سيدي عثمان يريده أن يقدم عليه في طرفاية و لما قدم عليه خاطبه الشيخ سيدي عثمان قائلا أنا كنت مشتغلا بالتجارة و الجهاد ولا أقبل أن أتولى مهنة أطأطئ رأسي لمن هو أدرى مني بها فأي كتاب يمكنني من التغلب على المعاملات و النوازل الفقهية فرد عليه الفقيه المرحوم محمد المختار إن ذالك يمكنه الحصول عليه إذا حفظ تحفة الحكام بشروحها فسأله الشيخ سيدي عثمان كم من الوقت يمكنه من ذالك فرد عليه الفقيه أنها سنة للنص و بالشرح سنتين فرد عليه الشيخ سيدي عثمان أعطيك ضعف ما تأخذه من عند الحي الذي أنت عنده و تصاحبني هذه المدة حتى أدرس عليك ذالك ، و يحكي شيخي واصفا مدى عبقرية و نبوغ الشيخ سيدي عثمان بتعبير مجازي باللهجة العامية الحسانية قائلا : ” يبويا يبويا الراجل اجريحة الا بعد ست اشهر احفظ ذا كامل كال لو قم ” ثم فارقه عشر سنوات فرجعت إليه يقول الفقيه فوجدته بحرا لا ساحل له في الحديث و السيرة و أيام العرب و الدراية بكتب النوازل و كان محمد المختار يقول : ” هذه شيمة بني هاشم لا ينقطع أحد منهم للعلم إلا و فتح عليه ” .
خلف الشيخ سيدي عثمان سفرا كبيرا في النوازل التي خطها بقلمه ، اختلس من بيت ابنه المذكور أعلاه المرحوم اشريف ، و كتاب في أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم في الجنة معززا رأيه بالأحاديث و الاستنباطات و أقوال العلماء ، و عنده أيضا فتاوى يجيب فيها و بها كثيرا من علماء القطر . لا يراه أحد إلا و بيده كتاب ولا يخاف في الله لومة لائم و كان طيلة حياته القضائية عضوا في مجلس الإستناف الشرعي بتطوان و كان مشهودا على تمكنه من النصوص و حسن استدلاله بها رضي الله عنه و أرضاه توفي سنة 1953 بعد أن عاش عمرا يناهز 65 سنة تغمده الله بواسع رحمته .