الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد و على آله. و بعد فمن كويتبه أبلغ السلام و أفضل تحية و إكرام إلى أبناءنا و من ينسب إلينا من الأحبة عموما و خصوصا….موجبه إليكم أني أوصيكم و نفسي بتقوى الله العظيم لأنه هو الذي به صلاح الدنيا و الآخرة. قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله ) . والتواصي بالصبر لأنهما اللذان أيضا يكون بهما صلاح الدنيا و الآخرة و الألفة. ( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )،أي قوتكم و ذالك لا يكون إلا بالصبر الذي اتبعه الله به حيث قال ( و اصبروا إن الله مع الصابرين ). و أيضا لا تنزعوا أيديكم من الناس التي لكم فيها فائدة، و لان الكثرة لها شان، و ضعيفان يغلبان قويا. و يقال : لا تنزع يدك من ذي شوكة تطأك الذئاب. و قال تعالى: ( هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين ). و لو شاء لأيده بلا المؤمنين، و لكنه أيده بهم، ثم بعد هذا كله لا بد من السياسة في الأمور. و السياسة فيها أن يقابل كل شيء بما يصلح له و الناس كثير من أمرها لا تظهره للناس لاسيما ما يكون . و الذي يتبع في الحقيقة الرأي الموافق حكم الصواب. قال الشاعر: لا تحقرن الرأي و هو موافق حكم الصواب إذا أتى من ناقص ثم ليكن في كريم علمكم أنا لا شر بيننا أحد سوى النصارى لعنهم الله ما داموا ناقضين العهد مع المسلمين، و إن رجعوا لبلادهم و أخذوا بالعهد الذي كانوا آخذين، فلا كلام معهم و لا شر. و أما المسلمون فلا شر بيننا مع لأحد منهم، و من نوى شرنا فإنا جاعلون الله بيننا معه ، و راجون في الله يرد عنا كيده في نحره و يسلط عليه من يشغله عن مضرتنا و السلام. و الله أرجو أن يوفقكم و يوالفكم و يبلغ لكم المقاصد بالتمام و على المحبة و السلام في ربيع الثاني عام 1327.


