سيديا بن الشيخ أحمد بن بارك الله الديماني

عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله:

هو الشيخ سيديا بن الشيخ أحمد بن سليمان بن أحمد سالم بن بارك الله. وُلد سنة 1289هـ 1872م.
كان قدوة عالما ربانيا ثقة ثبتا، متبحرا في العلوم، من كبار الأدباء. أخذ الفقه عن أحمد بن محنض ميلود، وأخذ اللغة والنحو عن معي بن سيدي. هاجر من بلده إبَّان الاحتلال الفرنسي لمنطقة “الترارزة” وتوجه إلى الشيخ ماء العينين في “السمارة”، ومكث عنده مدة، أخذ عنه خلالها الطريقة وبعض العلوم كأصول الفقه وغيره. وبعد وفاة الشيخ ماء العينين، ظل إلى جانب الشيخ أحمد الهيبة، ورافقه من “تيزنيت” إلى مراكش، حيث انخرط في سلك المجاهدين. وكان مقربا منه، يستشيره في كثير من الأمور. وبعد وفاة الشيخ أحمد الهيبة بقي مكرما مع خليفته الشيخ مربيه ربه الذي قال عنه: “كان الشيخ سيديا من أذكياء العلماء والألباء الأدباء، فصيحا نصوحا، له مشاركة في العلوم كلها ومعرفة بغوامض عقدها وحلها، ومهارة في خبايا حرمها وحلها، يستعذبه المُجالس ولا تمله المَجالس، فكأنه، بل هو المحقق، من يُعنى بقول محمد اليدالي في المعنى:
إنا بني ديمان إن ذُكر العُلى  نذكر وإن ذكر الخنا برآء
قد هاجر حين وجوب الهجرة من أرضهْ، ولم يزل مشتغلا فيما يعنيه من سننه وفرضهْ، ولم يضيع أوقاتهْ وله أشعار ومنظومات وتقييدات ومجموعات في فنون شتى، كالتوحيد والفقه والنحو والتاريخ، يعرف من طالعها حسن مطالعها، ويتطلع على طول يد جامعها”.
له تعليق على ألفية ابن مالك وله شرح على العقيدة الأشعرية وله تعليق على مواضع من مختصر خليل.
توفي رحمه الله في ذي القعدة سنة 1363هـ (أكتوبر 1944م) عن أربع وسبعين سنة، ودفن في “بودفْية” بولاية “الترارزة” بالجنوب الموريتاني.
له من العقب: محمد، أمه: فاطمة السالمَه بنت النحواي الخطاطية. والسيدة سكينة، أمها آمنة بنت حيبلتي الإجيجبية.


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 357-358. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.