هو الشيخ محمد امبارك بن الشيخ المعلوم بن عبد الله الكوري. أمه: أم الفضل بنت أبي راية السباعية، هو أكبر أبناء الشيخ المعلوم الآتي ذكره.
كان عالما فقيها مشاركا في جميع الفنون وكان من أكابر مريدي الشيخ ماء العينين، من المقربين منه، وكان في منتهى التواضع مع الشيخ، وله حكاية في ذلك ذكرها ماء العينين بن العتيق في ترجمته قائلا : “الولي بن الولي، المقدم محمد أمبارك بن الشيخ المعلوم، أخذ صاحب الترجمة الطريق على شيخنا، كما أخذها أبوه قبله عليه، ووصل كما وصل أبوه على يديه، وقدمه شيخنا في زاويته بمراكش، وخلفه على من بتلك الجهة من التلاميذ، فلم يزل قائما بوظائف الدين القويم، سائرا على منهج الصراط المستقيم، نائبا عن شيخنا فيما أنابه فيه، وفي معاملة الخلق والخالق يقتفيه.
وكان رحمه الله موطأ الأكتاف حسن الأوصاف تقيا ورعا، عابدا زاهدا متواضعا، ورأيته يوما في نواحي مراكش مع شيخنا في بعض أسفاره، محاذيا لجام البغلة التي عليها شيخنا، وهو في غاية التبذل والتقشف والتواضع، فتلقى لشيخنا بعض أكابر البلدة، فلما سلموا على شيخنا وقبلوا يده وأرادوا الانصراف، سألوه أين المقدم؟ يعنون صاحب الترجمة، قال شيخنا، فخطر ببالي أنهم يعرفونه على غير الهيئة التي هو فيها، فتذكرت أن من تواضع رفعه الله فقلت لهم هاهو، فانكبوا إليه يقبلون يديه ورجليه، وكانوا أشد احتراما له واعتناء به على تلك الهيئة من الهيئة التي يعرفونه فيها إن لم يكن حذاء شيخنا، ولا شك أنه رفيع القدر سليم الصدر حسن الذكر، تلوح على وجهه سيمى الولاية، ورزق الله كثيرا من عباده به الهداية، رحمة الله علينا وعليه” *808*.
توفي رحمه الله في أواخر شهر رمضان سنة 1361هـ سبتمبر 1942م، عن عمر ناهز ثلاثا وسبعين سنة. دُفن عند “أبيْر اللبنْ” في ولاية الترارزة، عقب من الأولاد : سيدي محمد، أمه من أولاد أبي السباع، وسعدان، أمها: الجرّة أمي بنت الشيخ ماء العينين، وقد تزوجها سنة 1350هـ.
المصدر : كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي ؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 463، تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه وبه لإحياء التراث والتنمية