محمد الأمين بن محمد السالم البصادي

ترجم له الطالب أخيار بن مامينا قائلا:
هو محمد الأمين الملقب “الداده”، وأحيانا يلقب “بوستة” بن محمد السالم بن محمد بن أمبارك. من بطن أهل آبه.
عَلَمٌ خير فاضل متدين من حفظة القرآن، على جانب كبير من الذكاء والفراسة والخبرة في المسالك الوعرة في الصحاري وبلاد المغرب.
كان من مريدي الشيخ ماء العينين المعروفين المقربين، بل إنه الحامل الأمين لمراسلات الشيخ الصادرة منه والواردة عليه، وكان يكلفه بالمهام الكبيرة ويؤديها على أحسن وجه. وبعد وفاة الشيخ ماء العينين أصبح صاحب البريد المتميز مع أبنائه من بعده وخاصة الشيخ أحمد الهيبة والشيخ مربيه ربه والشيخ محمد الأغظف مع ما كان يُسند إليه من مهام كبيرة أخرى.
واكب جل الحملات الجهادية، بدءا بانخراطه – تحت إمرة الشيخ حسنا – في جهاد القوات الفرنسية الزاحفة على بلاد شنقيط من السنغال حيث شارك بفعالية في معركة “النيملان” بولاية تكانت وجرح فيها.
وفي عهد الشيخ أحمد الهيبة، انضم إلى سلك المجاهدين في سوس وأحواز مراكش ثم بعده لازم اخاه الشيخ مربيه ربه الذي اسند له عدة مهام الى جانب مهمته الرئيسية كصاحب بريد ثم بعده لازم الشيخ محمد الأغظف.
ولصاحب الترجمة الفضل في نقل جزء كبير من أخبار وقائع وأحداث تلك الفترة التاريخية إلى الأجيال اللاحقة. وكان يعرف بحسن سرد الوقائع وضبط الأحداث إلى جانب روح الفكاهة والتسلية التي طبعت دائما مجالسه التي لا تخلو من فوائد معرفية. له روايات وملح ومواقف معروفة تميز بها على امتداد تلك الفترة.
توفي رحمه الله سنة 1976م بمدينة الطنطان ودفن بها، بعد أن زاد عمره على المائة. عقب من الأولاد: لالة، أمها فاطمَه الخويْدم وهي أم ولد ومربيه ربه، وأحمد الهيبة، والزويْنيها، أمهم: ميمونة بنت الحاج بن أبكْ؛ واخديجتنا، وأمها: فاطمة بنت سيدي المختار. ومحمد الأغظف أمه: الحجة بنت ماء العينين بن المامي بن أبكْ.

 

 

 

المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 458-459. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.