عبد القادر الفكيكي

:هو الشيخ عبد القادر بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الودغيري الفكيكي. أمه تدعى: عائشة الإدريسي

كان أحد المهندسين الذين قدموا على الشيخ ماء العينين في “السمارة” لتخطيط وبناء القلعة. ولد بـ “قصر أولاد سليمان” بفكيك سنة 1869 م وكان عالما فاضلا كثير العبادة له مشاركة في كثير من الفنون، مع تمكنه من الفقه توجه إلى “السمارة” ضمن المهندسين الذين أشرفوا على البناء بـ”السمارة” وعند مجيئه بايع الشيخ ماء العينين ودرس عليه وأخذ عنه الطريقة القادرية، ومكث عنده مدة، حتى صدره. وكان الشيخ ماء العينين يثني عليه كثيرا، وقد دعا له بالتعمير وحسن الخاتمة. انتشرت على يديه الطريقة الفاضلية بالزاوية المعينية في بلاد الريف الشرقي . وكانت خزانته تضم جميع مؤلفات شيخه الشيخ ماء العينين؛ إذ كان له اعتناء كبير بجمعها واستنساخها. عاني الشيخ عبد القادر من مضايقات سلطات الحماية الفرنسية له ولم يسلم من الملاحقة واتهموه بالارتباط بالشيخ ماء العينين وطريقته ولولا وساطة محمد المصطفى بن يعيش لتعرض للسجن. له مؤلفات منها : فتوى عن القبض والإرسال أو ما . يسميه بعضهم بالسدل وقد رجح القبض على السدل. وله فتوى في محاربة البدع الطرقية.

وكان رحمه شديد المناهضة لبدع أهل الطرق في بلاده ويدعو إلى التصوف المبني على الكتاب والسنة ويحض على تنقية الطرق من الخرافات والدجل ويحث على التمسك بالسنة النبوية.

يقول فيه ابن العتيق : “المقدم الشيخ عبد القادر بن محمد المشهور بنسبه الفكيكي، كان من كملة الأولياء الواصلين، وأجلة العلماء العاملين.”

سافر من عند أهله بأقاصى المغرب من ناحية الشمال، فقدم على شيخنا بـالسمارة ، فاسلم له نفسه وجد في خدمته واشتغل في العبادة الليل والنهار، فلم يلبث أن صار من اهل الولاية، وظهرت عليه سيمى النهاية، فصدره شيخنا لبلاده، وظهر فيهم ظهورا لا يوصف وتتلمذ عليه جل أهل بلده وغيرهم. وكان له اعتقاد ومحبة في جناب شیخنا ،عجیب وله تاس به ،غریب فوصفه في فنائه فيه لا أحد يستوفيه، وانتفع به كثير من خلق الله».

توفي رحمه الله في المدينة المنورة بعد أداء مناسك الحج سنة 1961 م أحمد الملقب “الجكاني خلف من الأبناء: مصطفى ماء العينين، ومحمد الحسن والنعمة وهو الآن على قيد الحياة وله أربع وتسعون سنة، ومربيه ربه ومن البنات منه وسعدان والبتول وعائشة. أمهم: ميمونة بنت بوشى. (1)

ذكره أيضا العلامة بن العتيق في رحلته بقوله: “وفي أيامنا بتطوان قدم علينا مريد شيخنا ماء العينين الذائق الواصل ، الفائق الكامل ، عبد القادر بن محمد بن عبد الله الفكيكي . من مسكنه بقلعية في بني بويفرز من بلاد الريف للزيارة من أشياخه والتبرك بهم ، وكان صاحب أحوال وأشواق وهمة عالية ، لا سيما في تحصيل الأسرار والحكم ، خصوصا تأليف الشيخ ماء العينين وأبنائه، وقد تتلمذ على شيخنا بالسمارة ، وصحبه مرة ، وجد في خدمته حتى صدره، وظهرت عليه البركة الكثيرة ، وانتفع به خلق كثير ، وأمره في بلده شهير. “(2)

 


المصادر:

1-كتاب الشيخ ماءالعينين علماء و أمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي، الشيخ الطالب أخيار بن مامينا ،جزء1، الطبعة الثانية، صفحة 401.منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.

2-كتاب الرحلة المعينية، للعلامة ماءالعينين بن العتيق، ص97