عبد الرحمن أفندي

 

الشيخ عبد الرحمن بن حامدْ بن محمد أفندي المكي، ذكره الشيخ ماءالعينين في كتابه نعت البدايات و توصيف النهايات في لقائه به بمكة.

ترجم له أحمد بن محمد الحضراوي المكي الهاشمي في كتابه  “نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر في تراجم رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر” بقوله:

عبد الرحمن أفندي الدمشقي، العالم الفاضل، الحنفي مجاور البلد الأمين، وترجمان ولاة مكة المشرفة. قد صحب بعض الوزراء المتولين لمشيخة الحرم الشريف المكي، إماما وواعظا وترجمانا لقراءة الفرامانات السلطانية، فكان في ذلك ماهرا فاضلا فطنا كاملا صوفيا حنفيا ذكيا، من نبلاء الوقت ورؤسائه، عفيفا تقيا ملازما لحضور الجمع والجماعات، سالكا سبل البلاغة والشفاعة، محفوظ الجانب، مهابا عند الولاة، جمع الله له بين خيري الدنيا والآخرة. له صدقات عظيمة وافرة يختص بها الأتقياء من العلماء، ومن لا مرتب لهم. تصدق كثيرا، لاسيما بلسانه عند الولاة في مساعي الخير للفقراء. وله قصيدة يذكر الزمن وحاله، أرسلها إلي سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وأولها مع التخميس:
الوقت سفلى فالسماحة لا تجي … إلا من النسل البهي الأبهج

فاسمع نصيحة حاذق متبلج… كن اعوجا في الزمان الأعوج”

و ترجم له المؤرخ الطالب أخيار بن مامينا و أضاف“هو العالم القدوة الولي الصالح؛ صاحب المرائي برسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ عبد الرحمن بن حامدْ بن محمد أفندي المكي.
كان من العلماء الصالحين مجاورا عند بيت الله الحرام، وكان مترجما للظهائر والمنشورات التي تصدر عن السلاطين في الدولة العثمانية، وكان ذا مكانة علمية وروحية عند ولاة الحرمين، بايع الشيخ ماء العينين، في مكة المكرمة عندما جاءها حاجا عام أربعة وسبعين ومائتين وألف 1274هـ.
ذكر الشيخ ماء العينين حكايته معه باختصار في كتابه نعت البدايات، وقد ساقها الشيخ مربيه ربه مفصلة في كتابه “قرة العينين”...
التقى به الشيخ المعلوم بن عبد الله الكوري مريد الشيخ ماء العينين في مكة وأكرمه. وكان زمنه في مكة يُكرم كل من يأتي من مريدي الشيخ ماء العينين للحج. 
كان هذا العالم الجليل حيا في العقد الأخير من القرن الثالث عشر الهجري.


المصدر:

أحمد بن محمد الحضراوي المكي الهاشمي في كتابه  “نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر في تراجم رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر”،ج2ص107.

كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 381-382. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.