سيدي محمد بن الطالب أحمد الغلاوي

عرفه الطالب أخيار بن مامين في كتابه:

هو سيدي محمد بن الطالب أحمد بن أحمد جدُ بن ألمين بن العبد بن الحاج أحمد. أمه: فاطمه بنت عبد الرحمن بن عيسى ولد في مدينة شنقيط.
كان خيرا عابدا، من أهل العلم، حافظا للقرآن، متقنا له. وكان ربعة فيه سمرة.
قدم على الشيخ ماء العينين في الساقية في حدود 1290 هـ وله تسع عشرة سنة. وأخذ عنه العلم والطريقة ومكث عنده زمنا طويلا. وصار ملازما له في حله وترحاله وكان منقطعا لخدمته، حسن الخط وكان من بين التلاميذ المكلفين باستنساخ كتب الشيخ، وبعد أن أمضى عنده أكثر من ثلاثين سنة؛ صدره إلى بلده، ثم رجع إلى الشيخ ماء العينين عند “القريزيم” قرب “السمارة” وظل عنده إلى أن توفي الشيخ في تيزنيت سنة 1910م؛ عاد إلى مدينة شنقيط، حيث اشتغل بتدريس القرآن للأطفال مدة طويلة.
ترجم له الشيخ النعمة في “الأبحر المعينية” وذكر أنه كان من الأدباء النبلاء وله فهم ثاقب، وذكاء عجيب..
توفي سنة 1944م وهو في طريقه إلى الحج ودفن قرب “آغريجيت” بنواحي مدينة تيشيت بولاية تكانت وقد ناهز المائة من العمر.
عقب من الذرية: فاطمة ومحمد الأغظف وعبداتي والأمينة أمهم: فاطمَه بن محمد المختار بن أوْنَنْ.
لصاحب الترجمة مدائح في الشيخ ماء العينين منها:

ما كنت تهواه من دنياك هاذاه || هذي معاهده قدما ومثواه
هذي السمار ودار المجد شيّدها || تاج الأكابر مذْ ولاه مولاه
وذا “القريزيم” قد جمت مناهله || يا حبذا ماؤه عندي ومرعاه
يا ليت شعريَ بالأيام ما فعلت || حوادث الدهر في بطحاء مغناه

دور به أصدر المريد مرتويا || من ماء عين الهدى ما العين أسقاه
شيخ المشايخ قطب الدهر سيده || وغوثه غيثه أصلا ومعناه
ماء العيون وعين الحق مركزه || سيف الاله على الأعداء أنضاه


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 343-344. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.*