عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله:
هو سيدي بن محمد بن أخليل السمسدي. من أولاد بوسحاق. أمه: الشْريفة بنت أعبيدي من أولاد الغلاوي.
كان عالما فقيها دينا ثقة عابدا، أخذ بعض النصوص عن خاله الحاج بن أعبيدي. ثم سافر إلى الشيخ ماء العينين سنة 1906م وهو عام مجيء الوفود إلى السمارة، ومكث عنده أربع سنين، أخذ خلالها عنه الطريقة وأصول الفقه والمصطلح، ونصوصا كثيرة في مختلف الفنون. وبُعيد وفاة الشيخ ماء العينين سنة 1910م سافر إلى البلاد المقدسة ومر بتونس ومصر وسوريا، ثم حج بيت الله الحرام، وعاد إلى بلده أطار ببعض الكتب القيمة، وبعد فترة تولى إمامة المسجد الجامع وذلك في سنة 1930م بُعيد وفاة إمامه سيدي أحمد بن عبد الرحمن بن اعبيدنا، وظل في الإمامة إلى أن توفي في يونيو سنة 1944م 1363هـ وقد عاش خمسا وستين سنة، كما حدثني ابنه الثقة الفاضل محمد. وعليه يكون قد وُلد على رأس القرن الرابع عشر الهجري. وأخبرني أن له من التآليف: “تلخيص الغيث النفع على اختلاف القراءات السبع” وهو منظومة في سبعمائة بيت. وكتاب “مبين الحقائق” في النحو.
عقب من الأولاد: أحمدُ ومحمد ومحمد الأمين وأم الخير وعائشة أمهم جميعا صفية بنت أحمدُ السمسدية.
اطلعت مؤخرا على ما كتبه السيد السني بن عبداوه في كتابه الإمامات السبع أن سيدي بن أخليل كان مع العالم اللغوي محمد محمود بن التلاميد التركزي في “السويد” لحضور مؤتمر كبير عن اللغة العربية ب”السويد” كان قد دعا إليه ملكُها أسْكار. وما ذكره السيد السني فيه نظر لأمرين أحدهما: أن محمد محمود بن التلاميد لم يحضر هذا المؤتمر وتخلف عنه، لأنه اشترط شروطا لحضوره لم يتم الوفاء بها من قِبَل الخليفة العثماني. وعليه فهو لم يحضر هذه الدعوة. فقد جاء في تقدمة رحلته ما نصه: <<وذهب السفير ( أي سفير السويد) إلى ستوكهولم وأنشأ خطبة عربية نيابة عن الملك اسْكارْ الثاني، صرح فيها بحضور الأستاذ ذلك المجمع، مع أنه لم يحضر إليه، لعدم تنجيز رجال الدولة مقترحات حضرته وشروطه التي شرطها عليهم>> أي على الدولة العثمانية.
وصرح الزيات في مقالته: “أول ما عرفت الشنقيطي -بعد أن ذكر لقاء بن التلاميد بسفير السويد في الآستانة-: <<فشرط عليه الشيخ بعد إذن الخليفة عبد الحميد الثاني أن يصطحب ثلاثة من علماء العربية ومؤذنا من المتعلمين وطاهيا من المسلمين، فأجابه إلى ما شرط، لكن الرحلة لم تتم لأسباب يعرفها قصر الخلافة>>. وكان من بين العلماء المقترحين في الرحلة الأستاذ مدحة أفندي.
الأمر الثاني: أن دعوة محمد محمود بن التلاميد التي كانت مزمعة إلى هذا المؤتمر كانت في سنة 1306هـ (1888م) وعُمْرُ سيدي بن أخليل آنذاك سبع سنوات، فليس من مجاري العادات أن يحضر مَن هو في مثل هذه السن في الأماكن القَصِيّة، مع مَن لم يحضرها أصلا.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 333. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.