الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ الخليفة

هو الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ  سيدي عثمان الملقب الخليفة بن الشيخ محمد فاضل بن مامين،عالم عابد مجاهد، وفد على عمه الشيخ ماءالعينين، و أخذ عنه العلم و الطريقة، شارك في الحملات الجهادية و كان له دور بطولي،  تزوج السيدة الأديبة بنت الشيخ ماءالعينين و ولد منها ولده ماءالعينين.
يقول ماءالعينين بن العتيق في ترجمته:” الشيخ سيدي أحمد ابن الشيخ الخليفة ،سافر إلى شيخنا اعزه الله من بلاده في الحوض فلما وصل بنواحي الساقية الحمراء أسلم له نفسه وأخذ في تعلم العلم وخدمة شيخنا ،ففتح الله عليه في العلوم الظاهرة الفتح البين وفتح بصيرته فنال من العلوم الباطنة الحظ الأوفر فكان من كمل الرجال ظاهرا وباطنا وكان شيخنا يحبه ويقربه ويرشحه لجلائل الأمور فيظهر نجاحه فيها وصلاحه وكان معروفا بالسخاء وجلالة القدر ،مهيبا لبيبا عفيفا شريفا تقيا ذكيا مقداما أبيا محببا عند الأقارب والأجانب وكان رحمه الله في غاية التواضع والخضوع لشيخنا أعزه الله ،فمن ذلك أنه التقى يوما مع بعض الناس وكان رحمه الله أسمر ،فسألوه من أي الناس أنت فقال عبد لشيخنا الشيخ ماءالعينين،فلما بلغ ذلك شيخنا استحسنه ونال بتلك العبودية ما هو واضح من أعلى السيادة وله رحمه الله اجتهاد في طلب معالي الأمور والعبادة وله فتوحات ومشاهدات تنبئ عن ترقيه في المقامات رحمة الله علينا وعليه.
ترجم له الطالب أخيار بن مامينا في كتابه و ذكر :”
كان عالما عابدا، شجاعا مقداما، سخيا شهما، شدّ الرحال من بلاد “الحوض” قاصدا عمه الشيخ ماء العينين، فوصله بنواحي “الساقية الحمراء”، وأخذ عنه العلم والأوراد، وكان من المقربين منه، مؤتمنا عنده، حتى أن الشيخ كان لا يتردد في تصديق ما يحدثه به، وكان يكلفه بالامور الخطيرة. وقد بذل جهودا جبارة ومتميزة في الحملة الجهادية، في سوس ومراكش مع الشيخ أحمد الهيبة. وكان قائدا لمجموعة من كتائب المجاهدين، وأظهر من الشجاعة والبطولة ما لا مزيد عليه. 
وهو الذي قضى على القائد عبد السلام الجرار عندما تيقن من ولائه للفرنسيين وانسلاخه من بيعة الشيخ أحمد الهيبة،…
توفي في تُوتلين ب “سوس” سنة 1336هـ 1917م.
عقَّب من زوجته الأديبة بنت الشيخ ماء العينين: ولده ماء العينين. “
قال فيه شيخنا الشيخ ماء العينين:
يقول حرطاني من عليا
أعز من نفسي وما لديا
أعني بذلك الشيخ سيدأحمدا
ولد أخي حصنته من العدا
وقد وفد أيضا على الشيخ ماءالعينين، ابن أخيه محمد فاضل بن الشيخ خليفة، و في ذلك يذكر بن شمس ” أن الشيخ الخليفة بن الشيخ محمد فاضل أوصى أنجاله، أن لا يتتلمذوا إلا على الشيخ ماءالعينين”.
وفي دوره الجهادي نقتبس هذا المقطع مترجما بتصرف من مقالOccupation française de la Kasbah d’Agadir
juin 1913
“..عندما سمع الهيبة أن قاربًا قد قصف أگادير ، قام بتغيير المسار الذي سيؤدي به إلى مراكش ، وأرسل فرقة مؤلفة من 400 راكب لإنقاذ مدينة أگادير المحصنة ومنع أي هبوط. ووضع شقيقه وابن عمه الشيخ سيدي أحمد (الشيخ سيدي أحمد ولد الشيخ الخليفة) في منصب خليفة لأكادير (إغير)..”
توفي سنة  1336 للهجرة الموافق لسنة 1917 ميلادية.

المصادر:

سحر البيان لماءالعينين بن العتيق ص143 مخطوط.

الصورة من مخطوط من “مجموع البو”.

كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 329-330. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية


Occupation française de la Kasbah d’Agadir
juin 1913
نقلا
عن مقال  بحث دكتوراة:(Rachid Agrour, Le mouvement hibiste et les tribus berbères de l’Anti-Atlas 1910-1934, Thèse d’Histoire, Université Paris I Panthéon Sorbonne