سيدي أحمد بن الحامد الكنتي

عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله:

هو سيدي أحمد بن الحامد بن سيدي أحمد الملقب “أمينوه” بن سيدي ألمين بن الطالب سيدي بن سيدي أعمر بن محمد بن سيدي الوافي. أمه: فاطمة أمباركة بنت محمد المختار بن ببه.
كان شجاعا بطلا، مجاهدا من أهل العلم والاستقامة، كثير الذكر و العبادة. قدم على الشيخ ماء العينين في “السمارة” مع أخيه محمد المختار بن الحامد ضمن الوفود التي استجابت لنداء الشيخ في أمر الجهاد. ولم يمكث طويلا حتى انخرط في سلك مريدي الشيخ ماء العينين، وأخذ عنه الطريقة وأقام معه إلى أن أجازه وصدره.
قال عنه ابن العتيق: “هو الخير النير الفاضل الزاهد العابد سيدي أحمد بن الحامد، قدم علينا في “السمارة” مع أخيه رئيس قومه محمد المختار بن الحامد في جملة الوفود التي قدمت على شيخنا في أمر الجهاد عام 1325هـ.
كان صاحب الترجمة ذا ثروة ورئاسة وأنفة ورفاهية، وكان في ريعان شبابه. فلما رأى شيخنا جذبته جلالة طلعته، وخامرته مدامة محبته. بايعه وأسلم له نفسه، وأهدى له وحلق لمته، ونزع ما كان عليه من لباس الترفه… فصار أخوه محمد المختار وسائر الوفد يتعجبون ويقولون: سبحان الله، والله لولا أن لهذا الشيخ جاذبية لدنية، وداعية سنية، ما انقاد له سيدي أحمد وأسلم له نفسه، لما كانوا يعرفون فيه من تيه الشباب، وتباعده من دخول هذا الباب. فلم يلبث صاحب الترجمة أن عجله الفتح الرباني، فترقى مدارج السلوك في أسرع حال، وبلغ مبالغ كمل الرجال، واطمأنت نفسه بالتحلي بالخلق الكريم، والتمشي على الصراط المستقيم، فصدره شيخنا للتربية والإرشاد، ووقع النفع به لكثير من العباد” .

توفي بعد حجه بين مكة والمدينة في حدود سنة 1911م.


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 328. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.