يقول عنه الطالب أخيار بن مامينا:
هو سيديا بن سهلَه بن محمذن بابا بن المختار بن الطالب، من قبيلة إداشفاغه، من أولاد مهنضْ، أمه: عيْشَ فالْ بنت أحمد بن عبد الله مُختيرِي اليعقوبية.
وُلد سنة 1300هـ 1883م. حفظ القرآن في صغره على ابن زياد الإدَكُودِي وأخذ بعض العلوم عن علماء عصره، كانت له مشاركة في العلم، اشتهر بالصلاح والاستقامة.
قدم على الشيخ ماء العينين في “السمارة” بعد أن كان في طلب قطيع من الإبل نهبه مجهولون في نواحي “الساقية الحمراء”، مكث شهرا في ضيافة الشيخ مكرما، وبينما هو في الهزيع الأخير من إحدى الليالي، سمع صوت رجل يذكر الله لم يسمع قط أحسن منه، فشدَّه ذلك إلى الاستماع، والبحث عن المصدر، فوجده أحد أتباع الشيخ يذكر الله في المسجد، فجلس قريبا منه يستمع إلى ذكر دخل قلبه وجهله فيما بعد يتوجه إلى سلوك التصوف وتزكية القلب.
جلس تلك الليلة في المسجد يستمع إلى هذا الذكر الذي أخذ بمجامع قلبه، حتى صلى الصبح مع الشيخ ماء العينين فأخذ عنه الطريقة، وانخرط في سلك التلاميذ، وبدأ رحلة التزكية .
بعد مدة يسيرة أمره الشيخ بالخروج في إحدى الحملات الجهادية التي انطلقت من “السمارة” تحت إمرة سيدي أعْلي الملقب “ولد عساس” ابن أمير البراكنة، وعندما دخلوا منطقة “آدرار”، ظهر خلاف بين ولد عساس وبعض المجاهدين، عندئذ قرر صاحب الترجمة البقاء في “آدرار” والتفرغ للعبادة، وبعد مدة عاد إلى بلاده.
توفي في بداية شهر يوليو 1978م.
له من الذرية: أحمد ومحمدُ لا زالا على قيد الحياة في مدينة نواكشوط.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 356-357. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.