الطالب أحمد بن كشف الغمة السباعي

عرفه الطالب أخيار بن مامينا بقوله:
هو الطالب أحمد بن محمد الملقب كشف الغمة بن سيدي عبد القادر بن الحاج السباعي، من أهل سيدي عبد القادر من أهل سيدي عبد الله.
كان عابدا فاضلا متضلعا من العلم مكث مدة عند الشيخ ماء العينين وأخذ عنه الطريقة القادرية ودرس عليه بعض العلوم وحضر مجالسه العلمية وانتفع به كثيرا وكان الشيخ ماء العينين يثني عليه، وإذا حدث عنه يقول: قال لي مريدنا الطالب أحمد كما في “الفواكه”.
وفي الفترة التي قضاها عند الشيخ ماء العينين كان يمارس التجارة وقد دعا له الشيخ بالربح، فكان لا يعقد صفقة إلا ربح فيها وبعد أن أمضى زمنا طويلا عند الشيخ توجه إلى شمالي “مالي” ونواحي “توات” وسكن في “تيمي” حيث مارس التجارة، وأعجبته بلاد المطارفة ما بين “آدرار” و “تميمون” وتعرف على شيخ المطارفة 1895م وبعد فترة يسيرة؛ صار من الأثرياء هناك، وكان كريما مع الناس مضيافا. واشترى دارا ببني ونيف واتخذ فيها محلات تجارية لاستقبال السلع التي يجلبها من “توات”، وكان يلقب هناك بمولاي أحمد. وبعد عدة سنين انتقل إلى البقاع المقدسة حيث جاور، غير أن مدته لم تطل بها. وفي الديار المقدسة التقى بالسيد أحمد الضوء الطويلعي السباعي والشيخ أحمد بن الشمس وكانا أخوين له في الطريقة، وشملتهم الزمالة في حضرة الشيخ ماء العينين.
توفي في حدود سنة 1923م وكان قبيل وفاته بقليل تزوج امرأة يمنية إلا أنه توفي قبل الدخول بها، فطالبت المرأة بحقها من الصداق والإرث.
وما بقي من تركته ترك عند صديقه الشيخ أحمد بن الشمس…عقب أولادا هم: مولاي الحسن الآتي ذكره في حرف الميم وشقيقته فاطمة الزهراء أمهما: خديجة بنت سالم التكنية. ومحمد المصطفى أمه من قبيلة آزوافيط لم يعقب، توفي سنة 1924م وله اثنتان وعشرون سنة. وأم الفضل وقد ولدت سنة 1917م أمها: يمينة بنت سلام من قبيلة أولاد هكو من مدينة فجيج. ومحمد إبراهيم أمه: عائشة فال بنت محمد بن المراكشي بن مسكه وقد ولد سنة 1922م وقد تركه حين انتقاله إلى الحرمين وله أربعون يوما.


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 366. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.