يقول عنه المؤرخ الطالب أخيار بن مامينا:
هو الصوفي ويقال له محمذ الصوفي بن محمد مختار بن محمذ الصوفي، من بطن الأعمام. أمه فاطمة بنت محمد بن المداح آل بارك الله.
ولد عام 1277هـ قُرْب “المذرذرة” بولاية “الترارزة” الموريتانية.
كان عالما فقيها جليل القدر وجيها مفتيا ذا حظ كبير من العبادة خبيرا باللغة عارفا بدقائقها معتنيا بتقييد النوازل.
أخذ العلم عن والده ودرس في محظرة “الكحلاء والصفراء” الشهيرة.
هاجر سنة 1903م عندما بدأ الفرنسيون في احتلال بلاد شنقيط.
وفد على الشيخ ماء العينين ب”السمارة” وأخذ عنه الطريقة ومكث عنده مدة قصيرة، ثم أمضى فترة مع الشيخ حسنا بن الشيخ ماء العينين في المقاومة.
قال عنه الشيخ النعمة : “الفقيه العالم العامل الفاضل سيدي محمد الصوفي بن محمد الصوفي كان من القضاة المعتبرين و الفقهاء المشهورين وله تقاييد في نوازل كثيرة…”
توفي سنة 1347هـ 1928م دفن عند بئر
“ابْرَيْبيرَه” بولاية “الترارزة”. أخذ عنه بعض العلماء، من أشهرهم المختار بن ابْلول الحاجي. عقب المترجم له ولده وهو محمد، الأديب والشاعر.
لصاحب الترجمة مدائح في جناب الشيخ ماء العينين ومما وجدت له قوله يمدحه ويصف بعض أحوال تلامذته مع النصارى:
ذُرفت دموع القلب والعينان || لما نأتك مريضة الأجفان
تُبدي إذا ضحكت إليك مفلجا || عذب المذاق مؤشر الأسنان
خَود تباري البدر عند تمامه || وإذا تميس تميس كالوسنان
ما إن علمت ولا شعرت ببينها || حتى نظرت أوائل الأظعان
فبقيت في دمن الديار متيّما || حرِق الحشا من لوعة الأحزان
دعها إذا ما قد يئست من أنها || تثني العنان إليك بالإحسان
واذكر لسيدنا الولي مفاخرا || حازت له فضلا عن الأقران
نال العلوم بأسرها وكذا التقى || زمن الصبا وتعلم القرآن
فالعقل فيه سجية وكذا السخا || والحلم ديدنه مع الإخوان
قد طلَّق الدنيا للأخرى والورى || من حبها في لوعة وهوان
ورث النبي المصطفى خير الورى || صلى عليه منزّل الفرقان
وقد اقتفى آثاره وطريقه || كلا بلا زيد ولا نقصان
إن الخلافة حينما جُعلت له || أوفى بذمتها على الإتقان
ملأ البلاد عدالة ومهابة || ونفى العدى من سائر البلدان
نعم الجماعة قومه أهل الوفا || والصبر عند تقدم الفرسان
قومُ إذا لاقوْا جيوش عدوهم || يتبادرون تبادر العقبان
وإذا رأوْا أحدًا يخون بأرضهم || سلُّوا السيوف لذلك الإنسان
وعلى النصارى الكافرين أعزَّة || وأذلة لعصابة الإيمان
جاء النمو والأمن عند مجيئهم || بمجيئهم ذلت ذووا العُدوان
فلكم لهم من موطن غاظ النصا || رى مثل يوم “الشيخ” و “المينان”
أيام “ذي الضرس” الشهير وجيشه || ونهارهم في “أكجوجة” “فدمان”
وإذا سألت عن أمرهم وطريقهم || فهم مريدو الشيخ ذي العرفان
شيخ الشيوخ الواصلين لربهم || والقائمين بشرعة الرحمن
من شيخنا ماء العيون وصوله || لهم بلا مَيْن ولا بهتان
فهو المجدد والوسيلة بيننا || مع ربنا، وخليفة العدنان
خير البرية جده ونبيه || صلى عليه منزل القرآن”
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 364-365. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.