هو الحسن بن الطيب بن اليماني بن أحمد بوعشرين الأنصاري الخزرجي، المكناسي، المراكشي دارا ومنشئا، والده كان وزيرا للسلطان محمد الرابع. أما هو فقد كان من كبار الكتاب في بلاط السلطان الحسن الأول والسلطان عبد العزيز. أخذ العلم عن العالم الجليل سيدي محمد الدرباكي السباعي. وأخذ طريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين وتتلمذ عليه. وذكر ذلك في كتابه “
التنبيه المعرب عما عليه الآن حال المغرب”.
ذكر الأستاذ البحاثة محمد المنوني في تحقيقه على “التنبيه المعرب” أنه عثر على إشارة مقتضبة عن صاحب الترجمة ذكرها القاضي عباس بن إبراهيم؛ جاء فيها: <<ومنهم السيد حسن الكاتب، كان رجلا له مروءة وسمت حسن وخط مقبول وملكة في الترسل، وله علاقة بالتاريخ، ألف تاريخا في الدولة يوجد عند ولده السيد عبد العزيز، استعمل في الكتابة سفيرا مع بن ناصر غنام إلى الجزائر، وولي على طنجة قبل نصر مولاي عبد الحفيظ بها، ودفن بباب أغمات>>. وقدر الأستاذ المنوني أنه ولد في حدود 1250 هـ.
قال صاحب الترجمة عن شيخه محمد الدرباكي: “ومما أفادنيه سيدي محمد الدرباكي رحمه الله، كتابة بخطه ما نصه: الحمد لله، وقد أخذت عن شيخنا الشيخ ماء العينين أطال الله حياته، وأخبرني أن من واظب عليه صبحا ومساء يفتح عليه في الشعر ولو كان أكثر جمودا من حجر، وذكر لي أن بعض التلاميذ طلب منه معرفة الشعر فلقنه إياه ففتح عليه فيه، حتى صار كأنه امرؤ القيس، وذلك المريد أعرفه ولا زال بقيد الحياة، وله يد طولى في الشعر واللغة، وهذا ما أخذت عنه: “. . تقول صباحا ومساء: يا مبديء سبعا وأربعين مرة، بسم الله الرحمن الرحيم علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان (*) إلى قوله تعالى: ولاَ تُخْسِرُوا المِيزَانَ، سبعا والسلام في العشرين من صفر عام ستة وثلاثمائة وألف محمد السباعي الدرباكي”.
كان صاحب الترجمة رحمه الله من المتعلقين بالشيخ ماء العينين، المتفانين في محبته وقد ختم كتابه؛ التنبيه المعرب عما عليه الآن حال المغرب بذكر الشيخ ماء العينين وأطال في ذكر مناقبه ومما قاله فيه: <<وما رأيت ولا علمت أحدا اليوم بالمغرب قاطبة في درجة الشيخ رضي الله عنه في الشهرة وكثرة الأتباع وبعد الصيت وإقبال الخلق عليه، وخضوعهم لديه، حتى السلطان ومن دونه، ولا أعلم أحدا منزل عنده وعند سائر وزرائه وكبراء دولته منزلته، وكثير منهم تلامذة له، وأكبرهم في ذلك صاحب المشور ابن يعيش>>.
في معلمة المغرب أن صاحب الترجمة كان عضوا في سفارة الأمين بن ناصر غنام، سفير السلطان عبد العزيز إلى الجزائر وكتب عن هذه الرحلة كتابا سماه: “رحلة بوعشرين”.
توفي في حدود سنة 1907 م.
*:تمام الآية: الرَّحمان علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 314-315. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.