العلامة سيدي التهامي بن عبد القادر الحداد المكناسي السباعي، أستاذ مقرئ من أعلام القراءات السبع، تخرج على يديه كثير من العلماء و الفقهاء، اشتغل بالتدريس ، انتجبه السلطان مولاي الحسن الأول معلما لأبناءه، كما اشتغل بالقضاء، توفي سنة 1336 هجرية الموافق لسنة 1918 ميلادية و دفن بمكناس.
و عرفه الطالب أخيار بن مامينا نقلا عن صاحب النفحة الأحمدية:
من قبيلة أبناء أبي السباع، وهو من العلماء المشاركين، وكان من مؤدبي أبناء السلطان الحسن الأول.
قال عنه الشيخ أحمد بن الشمس: “الفقيه المشارك القاضي سيدي التهامي المكناسي، أعطاه الله من الخلق الحسن ما لا يوصف. . وأخذ عليه كثير من أبناء عمه أبناء أبي السباع وغيرهم.”
وقال ابن الشمس: “إنه حين قدومه على الشيخ ماء العينين سلّمه كثيرا من الهدايا كانت قد أرسلها معه بعض الأحبة، أما هو فلم يكن معه مما يملك سوى كتاب المكودي بخطه، فقال للشيخ: أما أنا فليس عندي إلا هذا المكودي وهو هدية لكم. فقال له الشيخ ماء العينين: ستُصب عليك الدنيا صبا. فجزع خاطره وقال في نفسه: جئت أريد الله، وكان حظي الدنيا!؟ فأجابه الشيخ في الحين قائلا: على يديك لا على قلبك…
وذكر ابن الشمس أنه أتاهم بعد ذلك مرارا ومعه كثير من التلاميذ ومناقبه كثيرة”.
وأضاف الشيخ أحمد بن الشمس أنه :”في إحدى زيارات الشيخ ماء العينين لمراكش، أنكر بعض العلماء على الشيخ ماء العينين تعجيل صلاة العشاء، واعتبروا صلاته قبل الوقت، فذهب صاحب الترجمة ومعه بعض الناس إلى جامع ابن يوسف، وصعدوا إلى منارته وراقبوا الشفق، فغاب قبل وقت صلاة أهل مراكش للعشاء، ووافق وقت صلاة الشيخ ماء العينين، ورجعوا إلى الفقهاء الذين تكلموا في صلاة الشيخ وأخبروهم الخبر”.
وعقب ابن الشمس على الحكاية قائلا: “والعذر لمن أنكر لأنه ما راقب الأوقات فيما غبر، ولو راقبها لم يُنكر وصدَّق. ويشهد له ما ذكره الأبي من أن وقت العشاء جعله أرباب الآلات على البياض، وأن القراءة في المغرب ينبغي أن لا تطول خوف أن يدخل عليها وقت العشاء، وذكرها سند وتبعه الحطاب”.
المصدر:
كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس،المؤلف: ابن زيدان عبد الرحمن بن محمد السجلماسي،ج2ص 134.
الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 308. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.*