الشيخ ماءالعينين

عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه:

هو البشير بن عبد الله بن محمدن فال بن امباريكي بن الفالي بترقيق اللام اليدمسي.
كان عالما فقيها وشاعرا أديبا خبيرا باللغة والنحو، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ سعد أبيه ولازمه زمنا طويلا، وفد على الشيخ ماء العينين في وادي الكريزيم، قبل انتقال الشيخ إلى قصبته بالسمارة، وأخذ عنه بعض العلوم كالتفسير والحديث ثم التمس من الشيخ أن يعينه على أداء مناسك الحج وفي ذلك يقول:
لا بد من تيسير حج عاجل || متوجهٍ وجْه المهيمن مرشدي
وزيارتي خيرَ الورى علي بها || أنفك من أسر الذنوب وأفتدي
ورُجُوعنا يا غرة الدنيا إلى || أوطاننا بمسرةٍ وتأيد
وعلق الشيخ النعمة قائلا: يسره الله له، فحج ورجع سالما.
قال الشيخ النعمة عن صاحب الترجمة: <<العالم المدرس المحقق النبيه، اللبيب النجيب السيد البشير بن عبد الله بن محمد فال بن امباريكي الشمشوي وهو من فحول العلماء ورؤساء الأدباء وله فطنة وذكاء حاد وهو من مريدي الشيخ سعد أبيه، أخيه أطال الله حياته الذين ظهرت عليه بركته وجعله من خاصته وقد أخذ عنه يعني الشيخ ماء العينين وامتدحه بمدائح كثيرة وهو ممن أعرف في صغري>>.
ولما قدم صاحب الترجمة على الشيخ في وادي الكريزيم قال هذين البيتين:
سكن العلم والعلى بالوادي || وادي إكْريْزيم بأطيب واد
إذْ به نادي شيخنا مستقر || يا له من وادٍ به خير ناد
توفي رحمه الله سنة 1354 هـ 1935 م ودفن ب”النمجاط” بولاية “الترارزة” بالجنوب الموريتاني.
خلف إنتاجا غزيرا في مختلف العلوم منها: “كشف الستار عما في القرآن من إيجاز الإضمار” و “مائدة النفوس في علم القاموس” و “طرة على المقصور والممدود” و “تعليق على الألفية”.
عقب ولدا واحد هو محمد، ومحمد هذا لم يعقب إلا بناتا.
له قصائد عديدة في مدح الشيخ ماء العينين ذكرها الشيخ النعمة في الأبحر المعينية منها قصيدة مطلعها:
عفت الديار عن الغواني الخرد || بالبير قد هجن الهوى فالمحرد
إلى أن قال:
شرب الزلال من المعالي يافعا || ثم اكتسى ثوب الحيا والسؤدد
حاز المكارم والمفاخر كلها || وحوى الذي دون النبوءة باليد
فلئن يكُ الأقوامُ فازوا بالعُلى || كَدا بطول تَهَجُّدٍ وتعبد
فلشيخنا ماء العيون عناية || رتب حواها في حداثة أمرد
وله يمدحه:
هاج من تذكار الأحبة داء || فاعترى القلبَ من جواه عَناءُ
إلى أن قال:
أقصر الأتقياء عنه قصورا || كيف تسمو سُموه الأتقياءُ
كل عنه في العلم كل عليم || كيف تحوي علومه العلماءُ
كل عنه في البذل كل سخي || كيف يحكي سناه الأسخياءُ

كم عويصاتٍ حلها مشكلات || عز أربابَ الفكر منها اجتلاءُ

ونَداهُ عم الورى وعطايا || بها كف حاتم شلاء
وله من حسن المعالي معان || أحجمتْ عن إحصائها البلغاء

المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 305-306. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.