إدريس بن يهديه الدليمي

هو إدريس بن يهديه بن الوالي بن عمار بن عثمان، من المرازيق، من بطن السراحنه، أمه: الرعبوب بنت الحبيب بن عمار الدليمية، ولد في حدود سنة 1856م.
كان صدرا في قومه، رئيسا في قبيلته، وكان قائدا جليلا عالي الهمة حنكته التجارب، من أفاضل القوم عابدا ورعا، شيمته التقوى والاستقامة إلى جانب كونه فارسا مقداما.
قدم على الشيخ ماء العينين، وهو في ريعان شبابه قبيل سكنى الشيخ في تيرس ومكث عنده سنين عديدة ودرس عليه الفقه وأخذ عنه الطريقة وعلم السلوك وانتفع به كثيرا؛ ثم إنه لما تدرج في العلم والعبادة، صدره وبعد فترة رجع إليه بموضع “وادي القريزيم”، قرب “السمارة”، وبعد مدة قصيرة وجهه في كوكبة من كبار مريديه إلى حج بيت الله الحرام وكان ذلك سنة 1305هـ، وبعد رجوعه من الحج عينه الشيخ قائدا على قوافل التموين فكان مثالا للاستقامة والصدق، ولما دعا داعي الجهاد سنة 1322هـ (1904م) انخرط في سلك المجاهدين في سبيل الله بمعية اثنين من أبناء الشيخ هما الشيخ حسنا والشيخ الولي، وشارك في عدة معارك أظهر فيها جرأة وبطولة نادرتين، من أشهرها معركة “أقصير الطرشان” 1327م بقيادة الشيخ الولي الذي جرح في تلك المعركة وبعد وفاة الشيخ ماء العينين واصل القائد إدريس بن الوالي جهاده، فشارك إلى جانب الشيخ محمد الأغظف في معركة “القليب” في أوائل شهر مارس 1913م ضد القوات الفرنسية بقيادة العقيد موريه التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
كان رحمه الله مثالا في الحنكة والحزم، وله مشاركة في كثير من الفنون، وخاصة الشعر الحساني الذي كان له فيه باع طويل، وقد مدح الشيخ بروائع غاية في الجودة وحسن السبك.
ولشدة محبته وتعلقه بالشيخ كان كثير الهدية له شديد الاعتقاد فيه، توفي تغمده الله برحماته الواسعة سنة 1941م وعمره خمس وثمانون سنة، ودفن عند “تَاشَكْتَنْتْ” شرقي مدينة العرقوب بوادي الذهب.
عقب من الأولاد : محمد يربى رحمه الله، ومحمد فاضل الملقب “افظيلي”، والطالب بويَه، ومحمد الأغظف، والولي، ومليكة وبنت بوها وازوينوها والأديبة والعزيزة أمهم فاطمَه بنت عابدين بن أعلي ين أكريميش واسلمهم أمها فاطمة بنت أبكْ.

 


المصدر : كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثاني ص 289-290 . تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.