عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه:
هو الشيخ سيدي إبراهيم بن مبارك بن إبراهيم بن محمد بن البشير، الرقيبي من بطن المؤذنين.
وُلد سنة 1287هـ (1870م). في “الخصاص” أيت علي.
كان علامة فقيها صوفيا قدوة. أخذ العلم عن والده وأخذ الطريقة الناصرية عن العلامة الحاج عبد السلام بن محمد بن أبي بكر الناصري.
أخذ الورد الدرقاوي على الشيخ سيدي علي الإيلغي وتصدر على يديه في الطريق.
أخذ الورد الدرقاوي على الشيخ سيدي علي الإيلغي وتصدر على يديه في الطريق.
وَفَدَ على الشيخ ماء العينين مرات عديدة آخرها كانت سنة 1311هـ. حيث جدد عليه الورد الناصري.
وذكر الشيخ محمد المصطفى البصير أن والده؛ صاحب الترجمة، بعد قدومه صحبة أخيه الشيخ سيدي محمد على الشيخ ماء العينين في موضع “الكريزيم” أعطاه الورد القادري وأنه أكرمهما إكراما حاتميا.
وذكر الأستاذ عبد الهادي البصير أنه لما وفد الشيخ ماء العينين إلى نواحي سوس زاره سيدي إبراهيم رفقة والده فجدد عليه العهد وأعطاه الإذن المطلق فيها.
جاء في “المعسول” أنه في سنة 1318هـ مرّ الشيخ ماء العينين في طريقه إلى مراكش بموضع عمرانة، فجاءه صاحب الترجمة للسلام عليه، فطلب منه الشيخ ماء العينين أن يرافقه إلى مراكش، فلبى طلبه وسافر معه. وكان الشيخ ماء العينين يبالغ في إكرامه ويُحضره معه إلى مجلس السلطان. وذكر إبراهيم أنه غالبا ما كان يقترح الشيخ على السلطان الالتفات إلى المظلومين الذين امتلأت بهم السجون، ووعده إن فعل ذلك أن يتم له النصر العظيم. ولما سمع القوادُ الكبار بطلب الشيخ استاءو غاية. وبعث القائد عيسى العبدي أحد أعوانه إلى إبراهيم يخبره أنه يرغب في لقائه، فالتقيا في دار القائد عيسى، فطلب هذا الأخير من إبراهيم أن يخبره عن شفاعة الشيخ في السجناء هل تشمل مساجين القواد؟ فقال له: لا شك أنها تشملهم، مادام القواد يشملهم ما يكون للسلطان. فطلب القائد من إبراهيم أن يخبره بتفاصيل ما جرى بين السلطان والشيخ في هذا الأمر، فامتنع من ذلك، فأخذ القائد كيسا فيه ثلاثون ريالا فمدها إليه كي يبوح له بالسر فرفض أخذها، فلما رأى إصراره على الإمتناع، طلب منه أن يأتيه بمن له اتصال وثيق بالشيخ من تلاميذه، وفي اليوم الموالي أتاه بواحد منهم من غير أن يُعلمه بالمقصود، فعمد القائد إلى مبلغ من الريالات وأعطاها للتلميذ، فاندفع يخبره بما سمع في الموضوع.
عرف صاحب الترجمة رحمه الله بالذب عن جناب الشيخ ماء العينين، من ذلك ما جرى بينه وبين القائد عمر الأومناسي، حيث سأل عمر الأومناسي الشيخ سيدي إبراهيم البصير الرقيبي قائلا: <أين الشيخ ماء العينين الآن. فقال له: إنه مر في هذه الأيام إلى “تادلة” على نية أن يصل السلطان مولاي عبد الحفيظ في فاس، ولكن الفرنسيين المحتلين ل”الشاوية” وقفوا أمامه. وفي هذا السحر نفسه ونحن مارون من “ابن جرير” إلى “ابن ساسي” إلى ما تحت أسوار “مراكش” إلى “أومناس” نسمع من هناك المدافع. ولعلها من النصارى يضربون الشيخ وأصحابه. فقال عمر: إن ماءالعينين يستحق أكثر من ذلك. لأنه أخلى بيت مال المسلمين بخزعبلاته التي يتسلى بها على سلاطينها. فيفيضون عليه ما يفيضون. فَتَمَعَّر وجه الشيخ سيدي إبراهيم ورد على القائد وهو في منزه بداره فقال: لا والله ما عدا الشيخ ماء العينين رضي الله عنه حقه الذي كان له ولأصحابه، وهو شريف غريب مجاهد غيور على دين الله، متقلد بألوف يعلمهم لوجه الله، ويطعمهم من عنده، وهو ركن الإسلام في الصحراء، وهو في نفسه عاش نصوحا للمسلمين، وهو قيّوم على مصلحتهم، ورع عن أموالهم، شيخ عظيم من شيوخ المسلمين، وعالم كبير العلم بين العلماء، ومكافح قليل النظير، فارق بلده في سبيل الله، وكيف تستكثر عليه ما يرجع به من عند السلاطين من الإعانات. ولا يكون بلا ريب إلا دون حقه ودون حقهم مما يستحقه هو ومن معه من المجاهدين. فإن خلا بيت مال اليوم، فإنه ما أخلاه إلا الوزراء الجُهلاء الخائنون، وإلا القواد المنتهبون، والأعوان السارقون. فحاشا وحاشا وحاشا أن يُنسب ذلك إلى مثل الشيخ ماء العينين، وها هو ذا اليوم هاجر في سبيل الله من الصحراء بماله وأولاده وأصحابه. فهل يجد من المسلمين، وقد نزل في “تزنيت”، من يُنيلونه بعض حقه الذي يستحقه. قال الشيخ هذا بصوته الجهوري ردّا على القائد. ثم التفت الشيخ سيدي إبراهيم البصير إلى بعض جلسائه وقال أرأيت ما قال هذا الجلف.>.
توفي الشيخ إبراهيم بن مبارك 15 رجب سنة 1364هـ (26 يونيو 1945م).
عقب ذرية منهم: سيدي محمد الذي توفي قبله بأربع سنوات وعبد الله ومحمد الحبيب ومحمد المصطفى ومحمد البصير.
ذكر الأستاذ عبد الهادي بن الشيخ محمد المصطفى البصير سلسلة نسب صاحب الترجمة على النحو التالي: هو سيدي إبراهيم بن سيدي مبارك بن سيدي إبراهيم بن سيدي محمد بن سيدي البشير بن سيدي الفقير كيسوم بن سيدي محمد بن سيدي أحمد المؤذن بن سيدي علي بن سيدي أحمد الرقيبي بن سيدي أحمد بن سيدي يوسف بن سيدي علي بن سيدي موسى بن سيدي أحمد بن سيدي غانم بن سيدي أحمد بن سيدي عبد الواحد بن سيدي عبد الكريم بن سيدي محمد بن سيدي القطب الشهير العارف بالله عبد السلام بن مشيش. وهذه السلسلة تختلف في بعض الأسماء عن السلسلة التي ذكرها محمد سالم بن عبد الحي في كتابه: “جامع المهمات في أمور الرقيبات” والتي سقتها أثناء التعريف بقبيلة الرقيبات في الفصل الرابع من الباب الثاني. وكنت ذكرت أن تلك السلسلة فيها تكرار وفي رأيي أن ما ذكره الأستاذ عبد الهادي أقرب للصواب.
ترجم المختار السوسي لصاحب الترجمة في المعسول.
المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 221،222،223. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.