إبراهيم بن التروزي العروسي

من أهل سيدي زين الدين من أولاد الخلفية. هو إبراهيم بن سيدي أحمد بن التروزي بن سيدي أحمد بن أمباركي بن زين الدين بن سيدي إبراهيم بن سيدي أحمد العروسي.
كان صدرا في قومه ومن جماعة الحل والعقد في قبيلته، معدودا من الكماة الأبطال ومن أهل الصدق والاستقامة. وكان من الأوائل من أخذ عن الشيخ ماء العينين من قبيلته إبان قدومه على قبيلة العروسيين، وكان إذْ ذاك شيخا كبيرا لم يلبث أن توفي بُعيد ذلك، ودفن شمالي الساقية. لم أتمكن من تحديد تاريخ وفاته.
ورد في الطبعة الأولى أنه شارك في الحركة الجهادية في “سوس” تحت إمرة الشيخ أحمد الهيبة؛ والأمر ليس كذلك، وإنما الذي شارك في هذه الحملة هو ابنه سيدي أحمد.
عقب من الذرية: سيدي أحمد الآنف الذكر. أمه: منينة بن بيُّون العروسية، من أولاد سيدي بمهدي وسيدي إبراهيم وفطمَه والدة البطل المجاهد أعلي بن ميارة الرقيبي التهالي وإخوته.

سيدي أحمد بن ابراهيم التروزي:

يقول عنه الطالب أخيار بن مامينا في خضم ترجمته لوالده ابراهيم:

“وعلى ذكر سيدي أحمد هذا، يحسن بنا أن نذكر بعض مناقبه، فقد كان رحمه الله شهما فارسا شجاعا مقداما، راميا لم يعرف قط أنه جبن عن قتال وكان خبيرا بالحروب عارفا بفنون الفروسية ذا عزم وحزم ورأي.
وكان من الأبطال المعروفين في قبيلته الذين يحسب لهم حسابهم، وكان يدافع عن المستضعفين والمظلومين، متعففا
عن مال الغير، لم يعرف عنه أنه أخذ مالا لأحد قط. شارك في الحملة الجهادية في نواحي مراكش وسوس تحت إمرة الشيخ أحمد الهيبة، حضر معركة”سيدي بوعثمان” وجرح فيها وفي معركة تارودانت.
وأظهر في معركة تارودانت من الشجاعة ما لا مزيد عليه ولم تطش له رصاصة في تلك المعركة ومن كلامه في ذلك اليوم عندما أراد بعض المجاهدين الانسحاب من الميدان؛ والله لا أنسحب ولا أتزحزح من مكاني إلا إذا تزحزحت هذه الصخور التي من حولي.
قاتل يوم”تيسلاتين” غارة أولاد أبي السباع؛ قتالا مستميتا وحضر في “فشت” إلى جانب الرقيبات.
ويحكى أن سيدي أحمد هذا، كان في حديث مع الشيخ الولي بن الشيخ ماء العينين وانجر الحديث إلى مايقع من حروب بين القبائل، فسأله الشيخ الولي هل قتلت أحدا؟ فقال: قتلت العشرات من الرجال، فاستعاذ الشيخ الولي مما سمع! فقال سيدي أحمد: ما قتلت منهم أحدا إلا دفاعا عن نفسي أو أهلي أو مالي. وأضاف قائلا: وما شاركت في غارة على أحد قط. فرد عليه الشيخ الولي قائلا: لا إثم ولا ذنب عليك فيما فعلت.
توفي رحمه الله سنة 1953م عاش مائة ونيفا من السنين. دُفن في إمريكلي الأبيض جوار عمار التوتاي في أكرارت العاقر.”


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص218,219. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.