عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه بقوله:
“هو أحمد محمود بن عبد الله بن أحمد بن محمد سالم المجلسي. أمه فاطمة بنت محمد المختار تكروراليعقوبية. و هو شقيق السيدة هند والدة الشيخ النعمة بن الشيخ ماءالعينين، و أم فاطمة هذه رائعة بنت محمد بن محمد سالم المجلسية.
كان عالما فقيها صوفيا أديبا شاعرا، عالي الهمة ذا فضائل جمة، لازم الشيخ ماءالعينين زمنا طويلا و سافر معه و أخذ عنه و له مدائح كثيرة في جنابه، ذكر الشيخ احمد بن الشمس في النفحة الأحمدية أن مديحياته تنوف على الثلاثين، خاض الجهاد في عهد الشيخ ماءالعينين ببلاد شنقيط و بعده في عهد الشيخ أحمد الهيبة بمراكش و سوس.”
وصف الشيخ أحمد بن الشمس والده العلامة الكبير عبد الله بقوله “ العلامة المشارك ذو الحفظ و التوسع في العلوم صاحب التأليف نظما و نثرا لا تكاد توجد في الرجز و لا في غيره من البحور و من أنظامه نظم المختصر و نظم في أحكام الحبس و نظم في مناقب الإمام مالك رحمه الله”
وعن وفاته و عقبه ذكر الطالب أخيار أنه “توفي صاحب الترجمة سنة 1943 م، و عقب ثلاثة أولاد هم محمد عبد الله و أحمد، أمهما: مريم بنت الحارث الغيلانية. و السيد محمد كابر، امخ الزهرة بنت محمد بن سيدي يعقوب السملالية و هند أمها: أم حكيم من آل اشفاغه الخطاط. ومريم المذكورة كانت مشاركة في العلم وهي التي هاجرت مع بعض أقاربها من بلدها إلى الشيخ ماءالعينين، و ذلك عندما بدأ النصارى في الزحف على البلاد، فاراد بعض الناس منعها، فقالت له: ألم تسمع قول الله تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ …” ( الآية)
ذكر الشيخ أحمد بن الشمس لصاحب الترجمة مقطعا من قصيدة في مدح الشيخ ماءالعينين منها:
ألا ابشر بما تهوى انتصار ركاب الطالبين علا دثارا
إلى أن قال متخلصا:
إلى الشيخ ماءالعينين مأوى ركاب الطالبين علا دثارا
إلى ماحي الذنوب بإرث ماح و واقي المستجير به خسارا
لقد خبا المقسم عن سواه له قدما شمائله ادخارا
كما ستر المهيمن في حماه لخير الخلق عن رسل فحارا
إلى أن قال
زمام المكرمات لديه طوعا تسير إليه لا تخشى حذارا
كريم من كريم من كريم ومن أصل النجار حوى النجارا
وقال في قصيدته التي مطلعها:
قفي بشرى لوساعة بوصاليا****و لا تتركي صباب هجرك صاليا
إلأى أن قال متخلصا
هو الشيخ ماءالعينين قطب رحى الورى*** مذلل صعب العلم مسدي الأياديا
المصادر:
(1) کتاب الشيخ ماءالعينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي، تأليف الطالب أخيار بن الشيخ مامينا
الجزء الأول الصفحتين 232و 233، الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة سنة 2011. منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.
(2) كتاب النفحة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية للشيخ أحمد بن الشمس الحاجي، ج2 ص 72 و 73.