أحمد بن حبيب الله اليعقوبي

عرفه الطالب أخيار بن مامينا في كتابه:

“ويلقب أحمد الأنوار….كان عالما عابدا، كثير الاستحضار للنصوص، سريع البديهة، له مناظرات عجيبة مع علماء زمنه، ذكر بعضها الشيخ أحمد بن الشمس في كتابه “النفحة”: “منها أنه أتى يوما ماء وقال لهم اسقوني وأثنى على نفسه فقال عالم مشهور: من هذا الذي يزكي نفسه وربنا يقول: 《ولا تزكوا أنفسكم》قال له عن بديهة قال بعض المفسرين: ولا تزكوا أنفسكم على سبيل الإعجاب، أما على سبيل التحدث بالنعم فلا بأس ومطلوب، قال جل من قائل: 《وأما بنعمة ربك فحدث》 ولا شيئ أكبر من الله قال: 《إنني أنا الله》 وعدد له آيات وقال يوسف: 《اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم》 وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: “أنا النبي لا كذب” الحديث وقال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر صلى الله عليه وآله وسلم وقلتم أنتم الفقهاء إنه يجوز للفقيه أن يعرف نفسه وذلك يتضمن المدح، وذكر له بيتي ابن متال التندغي رحمه الله وهما:

وذكرك الطاعات والمكارما || ليقتدى بك أجاز العلما

أو للتحدث بما قد أنعما || به عليك رب الأرض والسما

وهذا في آن واحد وما تنفس فتحير العالم وقال له: عرفني بك، قال: أنا من تلامذة شيخنا قال: إني سمعت أبي وأبوه من أهل المعرفة يقول: إن مريد الشيخ الكامل إذا تكلم يكون لسانه. وهذا لسان شيخك لا لسانك، وإني أتوب إلى الله منك وأنت صاحبي وأخذه وسقاه وأحسن عليه.

ويضيف ابن الشمس: ومنها أنه كان في عشاره ومن عاداته إذا أتى لأناس أن يلطخ وجهه بشيء من تراب أو غيرها هضما لنفسه ولباسه مرقعة وهي على لحمه ما بينه معها شيء يمسكها عليه بحبل، وأتى لحي فقال له عالم: ما أقبحه من وجه، قال له هو عن

بديهة: خالفت ربك وكذبته وخالفت رسولك وكذبته، فإن الله جل من قائل يقول: 《وقولوا للناس حسنا》وقد خالفته ويقول: 《وصوركم فأحسن صوركم》 وهذا تكذيب للآية، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى في غير ما حديث بحسن الخلق ولا سيما مع القادم، وذكر له أحاديث وخالفته ويقول إن الله خلق آدم على صورته، وهذا على كل من التأويلات، فالصورة حسنة، وإنا نعوذ بالله مما يؤدي للكفر، وكذبته، وبقي العالم ومن معه كأنهم أتاهم جبل من السماء وصار يتوب إلى الله ويسأله هل هو ملك أم جني؟، فإذا بواحد عرفه، وتابوا لله منه وطلبوا منه المسامحة، وقال لهم: هذا أمر بينكم مع ربكم ونبيكم، صلى الله عليه وسلم، ما لي فيه شيء، وحكايته في هذا المعنى تطول ووقعت له مع أناس غير المذكورين، وما رأيته يقول في شخص فراسة إلا وتقع كما هي”.

كان أحمد الأنوار كثير الأسفار مع الشيخ أحمد الهيبة وكان من المقربين منه. توفي في العقد الثاني من القرن العشرين.”


المصدر: كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 238،239. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.