هو أحمد بن الحاج العياشي بن عبد الرحمان سكيرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي، ولد بفاس سنة 1295 للهجرة الموافق لسنة 1878 ميلادية، عرفه صاحب الأعلام : ” قاض، له علم بالتراجم. مغربي من أهل الطريقة التجانية. تخرج بالقرويين ودرس بها وانتقل إلى طنجة ثم ولي نظارة الاحباس (الأوقاف) بفاس، فقضاء مدينة وجدة، فثغر الجديدة فقضاء مدينة (سطات) وتوفي بمراكش. له كتب، منها (كشف الحجاب عمن تلاقى مع التجاني من الأصحاب – ط) وذيله (رفع النقاب بعد كشف الحجاب – ط) الربع الأول منه، كلاهما في ذكر متصوفة التجانية، و (الرحلة الحبيبية الوهرانية – ط) ذكر فيها انه كان بطنجة سنة 1329 ووصل إلى مستغانم وتلمسان وعاد إلى فاس، وضمنها تراجم بعض من لقيهم، و (رياض السلوان في تراجم من اجتمعت بهم من الأعيان) …..”
من مشايخه حسب مقدمة كتابه زهرة الأفانين، الشيخ ماءالعينين و الشيخ أحمد بن شمس الحاجي، فقد أجازه الشيخ ماءالعينين، و في ذلك يقول الطالب أخيار بن مامينا:
أجازه الشيخ ماء العينين، إجازة عامة بتاريخ 5 رجب 1324 هجرية بفاس وهذا نص إجازته: “الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده، أجزت الفقيه العلامة النحرير سيدي أحمد سكيرج بن الحاج العياشي الأنصاري الخزرجي في جميع تآليفي، إجازة عامة في 5 رجب الأعصم علم 1324 هجرية. عبيد ربه ماء العينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين غفر الله لهم وللمسلمين آمين”.
قال صاحب الترجمة عن الشيخ ماء العينين: وكان مجيزنا على جانب عظيم من العلم، بما نفع العموم والخصوص، وأذعن له الخاص والعام من علماء الظاهر والباطن. وكانت كلمته مسموعة عند المخزن (…) إن هذا الشيخ رضي الله عنه مؤاخ للطرق، ويلقن سائر أذكارها لمريديها من غير التفات منه إلى شروط كل طريقة. وقد اشتملت تآليفه على معارف وأسرار وعلوم، وقد كنت في ذلك الحين، مع تعصبي بالوقوف مع ظاهر الشروط في الطريقة التي أنا متمسك بحبلها، بحيث أني مربوط بها ربطا محكما بمواثيق العهود، فلم يخطر ببالي كون طلب الإجازة بالتآليف مما يوجب الانقطاع عن الطريق مما هو مشروط في طريقتنا التجانية من عدم أخذ طريقة أخرى عليها …”
مدح الشيخ ماءالعينين كما جاء في كتابه زهر الأفانين، مطلعها:
لفرط حبي أرى حبي أراق دمي || وفي طريق سواه ما أرى قدمي
وهي قصيدة تحدث أيضا عنها الطالب أخيار و أورد منها أبياتا:”
أحيى طريق الهدى من بعد ما دثرت || بورده المنهل الصافي لكل ظمي
هو المؤاخي لطرق الرشد أجمعها || حتى غدا الدين ركنا غير منهدم
تبارك الله إن الله عظمه || حتى الملوك له من جملة الخدم
قد أذعنت لعلاه الناس قاطبة || وقد عنت لعلاه الأسد في الأجم
مهما تبدى لحرب وهي مضرمة || خبت وخابت مساعيها لذي خصم
قال سكيرج بخصوص هذه القصيدة: وقد قرأت قصيدتي على الشيخ ماء العينين، بمحضر جماعة من طلبة العلم الذين حضروا لصلاة الظهر معه، بمحل نزوله بفاس بالدار العالية بالأعتاب العزيزية الشريفة، واستحسنها للغاية. وقد حضرها أيضا نقيب الأشراف العلويين المؤرخ الشهير المولى عبد الرحمن بن زيدان .”
ذكر الشيخ النعمة في “الأبحر المعينية”: أن صاحب الترجمة له مدائح كثيرة في جناب الشيخ ماء العينين، وأنه يعرفه في فاس.”
توفي صاحب الترجمة سنة 1363 هجرية 1943م.
المصادر:
الأعلام، خير الدين الزركلي، ج1 ص 190.
زهرة الأفانين في الجواب عن الاسئلة الثلاثين، ،أحمد سكيرج، ص 87
الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص236-237-238. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية