عرفه الطالب أخيار بن مامينا (بتصرف) في كتابه بقوله:
“هو أحمد بن أحمد بن محمذن فال بن متالي. أمه: خديجة بنت أندبنان بن متالي.
كان عالما فقيها، نحويا شاعرا، أحد نوابغ قبيلته. وقد اشتهر ب “أحمد السغير” وهو حفيد الولي العلامة الشيخ محمذ انفال بن المختار الملقب متالي محمذ بن أحمد بن أعمر أكدبيجه.
كان الشيخ محمذن فال جد صاحب الترجمة؛ من العلماء الراسخين والعارفين الربانيين، تصدر على يديه كثير من العلماء الأجلاء. له مؤلفات عديدة في مختلف العلوم. ترجمته تحتاج إلى مجلدات. توفي سنة 1287 هجرية وقبره مشهور يزار عند موضع “انوعمرت”، جنوب انوكشوط حوالي 70 كلم. اشتهر العلامة محمذ انفال بلقب المرابط ولد متالي، نظرا لغزارة علمه ومكانته الروحية، نفعنا الله ببركته.”
و في الوسيط ” علامة جليل وصالح نبيل أذعنت العلماء لعلمه وتضلع كثير من الزوايا من علمه”. أخذ عن جملة من العلماء من بينهم : المؤيد بن مصيوب الكمليلي، أحمد بن العاقل،وبابه بن حمدي….”
يتمم الطالب أخيار ترجمة حفيده أحمد بقوله ” أما أحمد فهو والد أحمد صاحب الترجمة، الذي وفد على الشيخ ماء العينين، في “السمارة” مهاجرا، إبان احتلال الفرنسيين لمنطقة “الترارزة” شمالي نهر السنغال.
وصفه الشيخ النعمة: بالفقيه النحوي اللغوي الشاعر، وذكر أنه أخذ عن الشيخ ماذ العينين وقال عنه: “وهو ممن لقيته وتعرفت أحواله، فلم تأتني دون الظن حسنا وكان من رؤساء قومه كلا، ولا سيما فخذه أهل اعمر أكدبيجه، فإني رأيتهم كتبوا رسالة مع وفد منهم قادما عليه-أطال الله حياته- (يعني الشيخ ماء العينين) وكتبوا فيها: أن كل ما فعله عليهم رئيسهم أحمد بن أحمد، فهو ماض، وبالجملة فهو من رؤساء قومه العلماء.”
توفي شهيدا عند لبيرات في غارة شنها الفرنسيون على أهل أعمر اكدبيجه، وقد استشهد معه عبد الرحمن بن محمد كم. وقام الجيش الفرنسي بحرق خزانة كتبهم. وكان هذا الهجوم سنة 1908م قبل معركة لبيرات الشهيرة. لم يعقب رحمه الله.
وجدت في “الأبحر المعينية” قصيدة لصاحب الترجمة من بحر المتقارب في مدح الشيخ ماء العينين، منها:
سلام على من يعين القبيلا || ويمسك مما يقول الفضولا
سلام على الشيخ ماء العيون|| يروي الفؤاد ويشفي الغليلا
إلى أن قال:
وجار قريب على قربه || يواسى ولم يدر من أين نيلا
وذو النأي منكم على نأيه || ينال النوال وكنت الرسولا
إذا جلل الأفق برد الشتاء لم || لم تلف إذ ذاك عضا بسيلا
ولكن جلدا جميع الفؤاد || عن الحق لم تلق نكسا ضئيلا
صفوحا عن الخلق ذا حالكم || وكنت على الحق ليثا صؤولا
وألبسكم من لباس التقى || ومن كل علم لباسا جميل
ولا زلت للمجد أهل اللوا || ولا زلت للخلق ظلا ظليلا
فلو كنت قيسا وكنت زهيرا || وأعطيت عونا وعمرا طويلا
وفرغت قلبي في مدحكم || لما جئت منه نقيرا فتيلا
وله أيضا يمدحه من بحر الطويل:
فمني إلى ذي العلم والمجد والشكر || نصاب المعالي والمكارم والفخر
وروض العواصي الجائرين عن الهدى || وباب العلوم والعدالة والنصر
ثمال اليتامى في السنين محمد || وفخر الرذيل العادم العز والذكر”
المصدر:
كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 227،228،229. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.
الوسيط في تراجم أدباء شنقيط،أحمد بن الأمين الشنقيطى،ص 343