سنتطرق من خلال هذه النافذة لعلاقة الشيخ ماءالعينين بقبائل الصحراء، تكملة لموضوع علاقته بإمارات شنقيط و بسلاطين الدولة العلوية.
فالشيخ ماءالعينين حرص على ربط علاقات طيبة مع كافة القبائل، التي بدورها بادلته الاحترام و استقبلته و أكرمت وفادته، فمنهجه التربوي و طريقته الصوفية المبنية على المؤاخاة، علاوة على الظرفية السياسية، التي جعلته يستشعر ضرورة توحيد الجهود و الصفوف، أمور كلها أسهمت في نسج الشيخ لعلاقات مودة و صداقة و نسب مع عديد قبائل الصحراء.
أول الوقفات،ستكون مع قبيلة آزوافيط، والتي ذكرها الشيخ ماءالعينين في رحلته حين قال :” و سرنا من عندهم( يقصد أيت موسى و اعلي) لقوم آخرين يقال لهم “آزوافيط”.(1) يتحدث الطالب أخيار بن الشيخ مامينا باسهاب عن هذه العلاقة و لقاء الشيخ بزعماء هذه القبيلة:
“ثم إن الشيخ ماء العينين سافر من عند أيت لحسن، متوجها إلى قبيلة آزوافيط في وادنون، فلما علم بقدومه القائد أعلي بن أحماد بن سالم الزفاطي الخنوسي، والد القائد يوسف، استقبله وسط حشود من قبيلته، حيث اصطف الرجال على صهوات الخيل، يطلقون الرصاص، تعبيرا عن الفرح به، …وأهدوا له موضعا في وعرون جعله زاوية لطلبة العلم، كما أهدوا له موضعا آخر في أزريويله جعله أيضا زاوية لطلبة العلم والمريدين. وحدثني السيد حمدي بن عبد الله الزفاطي، وهو ثقة أن شيوخ قبيلة آزوافيط تحملوا للشيخ ماء العينين ثلث العشر كل سنة هدية له، وأنه وجد فيهم من التكريم وأنواع الهدايا ما لا يعبر عنه.…و حرص الشيخ ماء العينين خلال رحلته، من تندوف إلى وادنون إلى ” أدرار” وتجواله بين تلك القبائل، أن تكون مجالسه مجالس علم، ودعوتا إلى الله، و إحياء إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم…. وقد سمعنا بالتواتر ومن كثير من الناس، مريدين وغيرهم : أن مواعظ الشيخ كان لها تأثير في النفوس، لما عليها من طلاوة الإخلاص لله تعالى”.(2)
بعد وفاة الشيخ ماءالعينين، وانتقال الحركة الجهادية من سوس نحو مراكش، التي شهدت مشاركة الكثير من القبائل السوسية و الصحراوية، ومن بينها قبيلة ازوافيط، حيث أحصى المؤرخ الطالب أخيار شهداء من القبيلة في معركة سيدي بوعثمان( 5 و 7 شتنبر 1912 بنواحي مراكش)، نذكر منهم ابراهيم بن امبارك و أحمد بن بلاو ومحمد محمود بن سيدي مولود بن أحمد محمود…(3)
المصادر:
1-الرحلة الحجازية،الشيخ ماءالعينين،ص81،منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه، لإحياء التراث و التنمية.
2-كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 76 تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.
3كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 441 تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.