مخطوط لمحمد بن سليمان العلوي في مدح الشيخ ماءالعينين

يقول الشيخ ماءالعينين بن العتيق في بيان وصف دخول جده الشيخ ماءالعينين لمدينة فاس،في إحدى زياراته لها:“… وفي هذا المقدم تبارت شعراء فاس وعلماؤه في مدحه رضي الله عنه بالأشعار الرائقة والخطب الفائقة، وقد كان جلهم يود رؤيته، لما خامرهم من مدامة شوقه، ولما فشا فيهم من جميل صيته عند الخاص والعام، فلما منَّ الله عليهم بقدومه، رأوا الخبر ليس كالعيانْ وشكروا على مرآه المنعم المنانْ“. (1)

من بين هؤلاء العلماء الذين مدحوا الشيخ ماءالعينين، نذكر كما جاء في مخطوط هذا الأسبوع، الشيخ محمد بن سليمان العلوي الحسني، الذي نظم قصيدة محتفيا بقدوم الشيخ على مدينته.

ترجم المؤرخ الطالب أخيار بن الشيخ مامينا لصاحب القصيدة، وذكر أنه كان من العلماء الأجلاء و كبار الأدباء، أخذ عن الشيخ ماءالعينين إبان قدومه على فاس سنة 1322 هجرية، كما ذكر أن الشيخ النعمة ترجم له في كتابه الأبحر المعينية.(2)

المخطوط من مكتبة الأستاذ الطالبويا بن محمدي

تخريج المخطوط:

الحمد لله على ما علم وألهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

هذا ما أنتجته قريحة العبد الحقير الفاني محمد بن سليمان العلوي الحسني في مدح إمام العارفين وقدوة السالكين الشيخ مصطفى ماء العينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين

ألا أبشر سليمى بالأماني .. وبشر أهل فاس بالتهاني

وشنف مسمعي بحديث قوم .. سموا فوق المراقي بالتداني

وخبرني بوصلهم فإني .. لمشتاق إلى كهف التداني

نرى يوم الصفاء لنا كعيد .. نعظمه على مر الزمان

فخبرني بأن الوصل وافى .. فسر القلب مما قد وفاني

لكوني كنت ذا وجد وحزن .. وبين لم يزل قلبي معاني

إلى أن فاح عرف أريج وصل .. حياني بعد قطع قد فناني

كئيب قد عراني الشوق لكن .. وصال الشيخ مصطفى قد سقاني

كؤوس مودة تنبي بقرب .. يزيح الران عن حشو الجنان

ولم لا وهو أفضل من تبدى .. يتيمة دهره وسط الجمان

له في المكرمات سناء مجد .. فريد العصر حقا والأوان

سليل أفاضل يسمو سناهم .. على شمس الضحى والفرقدان

…..

فيا شمس الضحى يا بدر تم .. لقد حزت المفاخر بالعنان

وسدت بما حرزت من المزايا .. فلسنا نرى لكم في الكون ثاني

توافقني القريحة والسجايا .. ويعذب في الفؤاد وفي العيان

مديحكم نراه قد اتى بالقوافي والمعاني بلا توان

وأحسن ما به يثنى عليكم .. مدائح قد حوت كل المعاني

جنابك مثل روضات الجنان .. ومنك تنال غايات الأماني

حللت من المكارم في ذراها .. ففيها أنت كالسبع المثاني

فريد بل وحيد لا تضاهى .. فيا من رام يحظى بالتهاني

فحط ببابه رحلا ونادي .. بقلب صادق كهف الأمان

أغثني إمام قطب العارفين .. غياث للأنام بكل آن

أبحر العلم والعرفان حقا .. وشمس هدى تضيء على الكيان

أجزني ثم خصصني وعجل .. بما يشفى به صدر المعاني

فحاشا أن تردوا مستجيرا .. أسير نداك يا من قد حماني

وإني جئت حيكم أرجي .. منال القصد يرسم بالبنان

كفاكم يا أهيل المجد فخرا .. بما يتلى عليكم في المثاني

فلا زالت سعودك في صعود .. تجر ذيولها بين الحسان

وتسمعنا لذيذ القول منها .. فيزري بالأغاني والغواني

ودمت متمما لبدور أفق .. سناؤك بينهم يعلوا كوان

وتحفظ دائما ما قال تال .. ألا أبشر سليمى بالأماني

تمت وبالخير عمت


المصدر:

(1)انظر المقال

(2)كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي؛ الجزء الأول، الطبعة الثانية ص 480. تأليف: الطالب أخيار بن الشيخ مامينا؛ منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية