موقع هنا 24:رمضانيات موقع الشيخ ماء العينين.. ولد النيني يحاضر حول كتب وأدلة المذهب المالكي

شارك العلامة الفقيه الشيخ أحمد ولد النيني، وزير الشؤون الإسلامية سابقا بموريتانيا، مساء الثلاثاء 4 ماي المنصرم، في برنامج اللقاءات العلمية والأدبية الرمضانية، التي تنظمه جمعية “تبيين للعلوم والتراث والتنمية”، الراعية لموقع الشيخ ماء العينين، بمحاضرة حول موضوع “المذهب المالكي كتبه وأدلته”، وبثت رقميا عبر صفحات الجمعية وموقع الشيخ ماء العينين على الفيسبوك.

استهل الفقيه ولد النيني مداخلته بنبذة تعريفية بالإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر رضي الله عنه، الذي كان يسمى إمام دار الهجرة ومفتي المدينة، موضحا تنه رضي الله ولد سنة 93ه وتوفي سنة 179ه، وأنه يعد فقيه المحدثين وإمام الفقهاء وأعقل العقلاء، واضاف أن جده ابن عامر شهد المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعدا بدرا، وتابع أن الامام مالك كان عظيم الهامة أبيض اللحية والرأس جميلا مهيبا، وأنه كان آية في الحفظ.

وأضاف الأستاذ المحاضر أن الإمام مالك أجازه 70 شيخا محنكا، وأنه جلس للمجلس وهو ابن 17 عاما، وبقي مفتيا مدرسا 70 عاما، وأنه كتب بيده الشريفة 100 الف حديث، وذكر أن الامام اذا أراد تعليم الناس الفقه جلس كما هو، اما إذا تراد تعليمهم الحديث فإنه يدخل ويغتسل ويتطيب ويجلس بوقار احتراما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “ذات يوم لدغته عقرب وهو يتحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم 17 مرة ولم يقطع حديث رسول الله تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم”.

وحكى ما وقع له مع الخليفة المنصور، حيث رفع هذا الأخير صوته في حرم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له الامام مالك “لا ترفع صوتك”، وتلا قول الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون”.

وبين ولد النيني انه ألفت مؤلفات في فضل ومكانة الامام مالك، موردا أقوالا للعلماء في مكانته، منها قول ابو حنيفة “لم أرى تسرع منه بفهم ساطع وزهد تام”، وقول الشافعي “مالك ما أحد امن علي منه وما أنا إلا غلام من غلمان مالك بن انس”، و قوله أيضا: “مالك حجة بيني وبين الله”، ومقولة الامام احمد “مالك حجة فقيه محدث”، وقول عبد الرحمن بن مهدي “سفيان الثوري إمام في الحديث وليس بإمام في السنة والامام الاوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث والامام مالك رضي الله عنه امام فيهما جميعا”، وأضاف انه يكفي مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر به قبل مولده فقال “يوشك ان يضرب الناس أكباد الابل شرقا وغربا ولا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة “، كما أورد قول الامام مالك عن نفسه انه ما بات ليلة الا و رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد ذلك انتقل المحاضر الى التعريف بالمذهب المالكي مبينا أن المذهب لغة هو اسم مكان الذهاب واصطلاحا هو ما ذهب اليه أحد الائمة في آرائه الاجتهادية، وأكد أن المذهب المالكي يعتبر من أرجح المذاهب موردا مقولة لابن تيمية عن مالك: “من تدبر أصول الاسلام وقواعد الشريعة وجد مذهب مالك وأهل المدينة أصح الاصول والقواعد”، كما توضح ولد النيني بعض مصطلحات المذهب، واهم تلاميذ الامام مالك.

إثر ذلك تناول الاستاذ المحاضر بالدرس والتحليل كتب المذهب الموطأ والمدونة، موردا قصة تأليف الامام مالك للموطأ، حيث التقى الخليفة أبي جعفر المنصور بالإمام مالك في موسم الحج طالبا منه تأليف كتاب في الفقه يجمع الشتات وينظم التأليف بمعايير علمية حدّدها له قائلا: “يا أبا عبد الله ضع الفقه ودوّن منه كتبا وتجنّب شدائد عبد الله بن عمر، ورخص عبد الله بن عباس، وشوارد عبد الله بن مسعود، واقصد إلى أواسط الأمور، وما اجتمع إليه الأئمة والصحابة ووطأه للناس في كتاب “، وبين ان الامام مالك قام بعرض الموطأ على الشيوخ فوافقوا عليه، مضيفا ان جميع احاديث الموطأ اوصلها كلها ابن عبد البر ما عدا اربعة احاديث، اوصلها ابن الصلاح، معتبرا ان الموطأ كتاب جامع، وانه اصح كتاب بعد كتاب الله تعالى حسب قول الشافعي، واضاف ان اول مؤلف في الحديث الصحيح هو الموطأ.

وفي ختام محاضرته بين ولد النيني ادلة المذهب المالكي الستة عشر، موضحا انها تنقسم الى ادلة نقلية كالكتاب والسنة والاجماع وقول الصحابي وعمل اهل المدينة وشرع من قبلنا والى ادلة عقلية كالقياس والاستصحاب والاستحسان والعرف والمصلحة المرسلة وغيرها.

واشتمل برنامج هذه التمسية الرمضانية على حصة تفاعلية بين طلبة العلم المتابعين والأستاذ المحاضر قام خلالها بالإجابة على تسئلتهم، ليتم ختم الأمسية الرمضانية بالدعاء الصالح من العلامة ولد النيني.

المقال من المصدر


رابط المحاضرة