مخطوط قصيدة للشيخ مربيه ربه: هاج الغرام

شكّل المديح أغلب أغراض الشعر لدى شعراء و أدباء المدرسة المعينية، خاصة مدح الشيخ ماءالعينين، لما اجتمعت فيه من صفات محورية، استقطبت شعراء كثيرون تفننوا في قصائد خلدوا فيها مآثره و منجزاته…و من بين هؤلاء أبناؤه و مريدوه(1).

يعتبر الشيخ مربيه ربه من شعراء و فقهاء المدرسة المعينية الذين عرفوا بغزارة الانتاج، فالشيخ له قصائد و مساجلات و مدائح عديدة خاصة في جناب والده الشيخ ماءالعينين، ذكر بعضها الشيخ النعمة في كتابه الأبحر المعينية. يقول العلامة ماءالعينين بن العتيق في ترجمته: ” وألف تآليف عديدة فيه، منها “محمدة اللسان والفكر فيما يتعلق بالحمد والشكر”. . وله تآليف في فنون شتى تدل على غزارة علمه وحدة فهمه منها: “لبانة المجاهدين”، و “صولة الكار في تحريم الإقامة مع الكفار”، و “تسلية المومنين في عدم قبول أعمال المنافقين والكافرين”، وخطبة في الحث على الجهاد، و “الفرائض القرآنية في علم الفرائض”، و “صادق الفجر في صلاة الفجر”، و”ترياق الأبدان في تدبير الأسنان” و”إظهار المكنون في كشف الظنون”، و “الفيضان في بعض ما يفعل في شهر رمضان”، و “القربان فيما اختص به شعبان”، و “قرة العينين في كرامات شيخنا الشيخ ماء العينين”.(2)

المخطوط المقدم هو لقصيدة يمدح فيها الشيخ مربيه ربه والده الشيخ ماءالعينين، يقول في مطلعها:

هاج الغرام فما أن للجفون كرى…والدمع يجري على الخدّين منفجرا
من ذكر غيداءَ لولاها لما هطلت…عينُ المحبّ، ولولاها لما اذّكرا
خودٌ أناةٌ هضيم الكشح خرعبةٌ…حوراءُ في صدرها الياقوت قد نُثرا
سُودٌ غدائرها، جمٌّ مرافقها…تحكي إذا سفرت عن وجهها القمرا
غِيدٌ سواعدها، هيفٌ أياطلها…تفترّ بالمسك إن نبَّهتها سحرا
بيضٌ ترائبها، عذبٌ مراشفها…حلوٌ فكاهتها، تُلامح الخمرا
في صوتها خَوَرٌ، في طرفها حورٌ…في ثغرها دُررٌ، فيه المدام جرى
والفرعُ والوجه ليلٌ تحته فلقٌ…هذا يضيء وذاك فوقه اعتكرا
تميس في مشيها كالغصن إذ نسمت…عليه ريحُ الصبا من بعدما نضرا
فاقت جميع الغواني في الجمال كما…فاق الورى في المعالي سيّد الكُبرا

 

المخطوط:

المصادر:

المخطوط مقدم من طرف مكتبة ماءالعينين علي بن الشيخ مربيه ربه

1-  محمد الظريف، الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماءالعينين،ص 231-232.

2-انظر ترجمة الشيخ مربيه ربه بالموقع، نقلا عن مخطوط سحر البيان للشيخ ماءالعينين بن العتيق ص 115.