مخطوط: أبيات مناجاة للشيخ ماءالعينين

 الغفلة اشتغال القلب بأمر دنيوي يلهيه عن مولاه، وهي كما جاء في الحديث الشريف تمنع الذاكر المتعبد من وصال ربه و تشوش على العلاقة، ففي الحديث ” لقلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم اللّه- عزّ وجلّ- أيّها النّاس، فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن اللّه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل”.(1)

وفي الاصطلاح الصوفي، يعرف الإمام القشيري الغفلة  بأنها على نوعين:”غافل عن حسابه باستغراقه في دنياه وهواه، وغافل عن حسابه لاستهلاكه في مولاه؛ فالغفلة الأولى سمة الهجر والغفلة الثانية صفة الوصل”(2). و عن صفة الهجر ينشد الشيخ ماءالعينين محذرا منها، فيقول:

اسمع ولا تجعل الفؤاد في غفل
وافعل جميع الذي أمرت عن عجل

أبيات الشيخ ماءالعينين عن الغفلة و أبيات أخرى، نوردها في مخطوط يتضمن علاوة على ما سبق أبيات عن الرحيل و المناجاة.

تخريج المخطوط:

اسمع ولا تجعل الفؤاد في غفل
وافعل جميع الذي أمرت عن عجل
إن اللذائذ في سر و في علن
قطع الفيافي مع العدوّ و الطفل
و أن تكون مع الجميع شاهدةً
للرب نفسُك في الجليل و الجلل
هذا و لا غفلة تكون في الأبد
عن المروءة تلفى أكمل الكمل


و له أيضا:
قرب الرحيل عن الرحيل و أهله
فاثبت فإن الثابتين بفضله
فارجوه منه لعله يتفضل
بثباته و بفضله و بأهله

وله أيضا:
أقوم عن الفراش أناج ربي
و ربي للمناجاة السميع
يا رب ليس لنا سواك
وعلمك حالنا يغني بديع
رفعت إليك ربي (كل) حاج
ومنك الحاج تعطي يا رفيع بألف


(1) رواه أحمد بن حنبل في مسنده (2/ 177) .

(2)لطائف الإشارات للإمام القشيري ، ج 4 ص163