مخطوط: أبيات للشاعر و القاضي محمد سيداتي بن الشيخ أحمد الهيبة

نقلة تضم أبيات من الشعر لكاتبها القاضي و الشاعر محمد سيداتي بن الشيخ أحمد الهيية مخاطبا العلامة ماءالعينين بن العتيق، كما تضم أبياتا ابتهالية يقول في أولها:

حسبي الله كل وقت وحين  فهو عزي ونصرتي ومعيني

ترجمة للقاضي محمد سيداتي:

ولد محمد سيداتي بن الشيخ أحمد الهيبة سنة 1333ھجریة الموافق 1914 المیلادیة، بمنطقة تنالت (اقلیم اشتوكة أیت بھا- بسوس)،قرأ بزاویة الشیخ ماء العینین وبالمدارس العتیقة بسوس. درس بھا القرآن حفظا وتفسیرا، كما درس مختلف العلوم من فقه وحدیث وأصول وأدب وبلاغة وشعر ومنطق وبیان. على ید العلماء الأجلاء كأبناء الشیخ ماء العینین، وفطاحل العلماء من سوس ومن مختلف مناطق المغرب الذي كان یمتد إلى السنغال.
اشتغل منذ نعومة أظفاره بالعمل الوطني وشارك في جلّ المؤتمرات من أجل تحریر الوطن من الاستعمار ووحدة
ترابه. واستنھض الھمم في المناطق الصحراویة قصد الانتفاضة ضد المستعمر بعد نفي الملك محمد الخامس مما جعله یتعرض لمضایقات المستعمر الاسباني. انخرط في صفوف جیش التحریر بالصحراء المغربیة وساھم في تنشیطه وتنظیمه وخاض معارك ضد المستعمر الاسباني، فألقي علیھ القبض ونفي إلى الجزر الخالدات حیث مكث في السجن مدة عامین ونصف. فأطلق سراحه في 29 ماي سنة 1959م.
عین مستشارا للحقوق الاسلامیة في المنطقة الجنوبیة بظھیر الخلیفة السلطاني مولاي الحسن بن المھدي منذ سنة 1947م. ومنذ سنة 1959م عین رئیسا لمحكمة السدد بكل من طرفایة وطنطان ثم اسندت له ملحقة تارودانت القضائیة.
اشتغل بالصحافة منذ سنة 1937م حیث كتب مقالات صحفیة خالدة في تاریخ وجغرافیة الصحراء المغربیة
والمناطق الجنوبیة وله أبحاث في أعراق القبائل الصحراویة وتنظیمھا، وانتماءاتھا وتوزیعھا حسب المناطق، وقد نشرت ھذه المقالات في الجریدة الحربیة التابعة لحزب الاصلاح الوطني. ودافع بلسان وقلمه عن بلاده ووطنه من خلال مقالاته في الصحف التالیة: “الوحدة المغربیة” لسان حزب الوحدة الذي تزعمه الشیخ المكي الناصري. وشارك بقلمه منذ سنة 1943 في جریدة “العلم” لسان حزب الاستقلال الذي تزعمه الأستاذ علال الفاسي. و”صحراؤنا”. وھو أدیب وشاعر مفلق وقد ترك دیوانا ضخما خلّد فیه ما شھدته البلاد من منجزات عمرانیة واقتصادیة وسیاسیة من خلال قصائد وطنیة
وحماسیة، ویضمّ دیوانه العدید من الأغراض الشعریة القیمة. ومن مؤلفاته: عقد الجمان في محاسن الحسان.
توفي الشیخ محمد سیداتي یوم الجمعة 16 غشت 1974 ودفن بمدینة تیزنیت، رحمه الله وأسكنه فسیح جناته.

صورة لمحمد سيداتي بن الشيخ أحمد الهيبة

تخريج المخطوط:

لكاتبه محمد سيدات بن الشيخ احمد الهيبة مخاطبا السيد القاضي ماء العينين بن العتيق:
جمعت العلم من كل وبعض…وغيرك للشريعة غير مرضي
رفعت لواءها وكشفت عنها…نقاب الوهم من لبس وغمض
ومزقت الأباطل حيث عمت…بها البلوى وغطت كل ارض
فلاشاها يراعك فاستمدت…به السمحاء من طول وعرض
فأضحى العدل منهجه قويما…وأمسى الجور في نقص ورفض
تداركت الشريعة فاطمأنت…دعائم كل مسنون وفرض
ولم تجنح الى نعم وشاء…تشين ولا الى عين وعرض
لنا يابن العتيق بنيت مجدا…يزين الشعب من كل وبعض
فأبشر بالرضى فالله راض…بفعلك حيث للإسلام يرضي
فدام لك القضا بالخير يجري …وبالتوفيق فيما فيه تقضي.
انتهى
وله ايضا:
حسبي الله كل وقت وحين..فهو عزي ونصرتي ومعيني
إنما العز بالإله وحسبي..منه عز من كل باس يقيني
ليس لي فيما آمل اليوم إلا حسن ظني به وحسن يقيني
حسبي الله لاسواه ومن ذا أمره اليوم بين كاف ونون
وهو حسبي اذا تآزر قوم..وكفيلي على وهو ضميني
وهو حسبي مما أخاف وأخشى..عمري في تحركي وسكوني
وهو حسبي من كل أنس وجن..وهو حسبي من العدو اللعين
حسبي الله عند كل ملم..ومهم وما أخاف(الدين)
كن وليي لدى الحياة وعند ال..الموت والحشر والعذاب المهين
كن وليي ياالله دنيا وأخرا..رحمة منك عند ريب المنون
وصلاة على المشفع فينا..أحمد المصطفى الشفيع الأمين
انتهى




ترجمة القاضي محمد سيداتي قدمها للموقع الأستاذ محمد الامام بن سيداتي بن الشيخ أحمد الهيبة.

التخريج أرسله للموقع: د. الشيخ ماء العينين سيد هيبة

*(فلا شاها) لست متأكدا منها ولعلها [فلا شاه يراعك] بمعنى حفظ الله قلمكك “وتطلق على اليراع” من كل ما يشوه .
*(الدين) اظنها ” لدين بكسر النون و بدون حرف الألف لعله ورد سهوا”