ظهير من السلطان مولاي الحسن الأول لدعم الشيخ ماءالعينين في نشر العلم الشريف

يقول الحسن بن الطيب بن اليماني المكناسي عن وصول السلطان الحسن الأول لبلاد سوس و استدعائه الشيخ ماء العينين للقدوم إليه: “…ووصل إلى وادنون عام ثلاثة وثلاثمائة وألف، ووفدت عليه (أي السلطان) الوفود هنالك من قبائل الصحراء مستظلين بظل رحمه.. وكتب من “وادنون” كتابا إلى الشيخ الجليل، والغوث الذي ما له من مثيل، سيدي ماء العينين أطال الله حياته في عافية الدارين، يطلب منه القدوم عليه لمحلته، بقصد التبرك به والاجتماع معه ورؤيته، وتمثل في آخر ذلك الكتاب بما نصه:

وأبرح ما يكون الشوق يوما   إذا دنت الديار من الديار

ومكث بوادي نون  نحو العشرة أيام.(1)

يتحدث المؤرخ عن هذا الاستقبال و عن وفود الشيخ ماءالعينين على السلطان بمراكش، في فقرات أخرى من كتابه، موضحا طبيعة العلاقة التي كانت تربط الشيخ بالسلطان العلوي و من بعده أبنائه، و كذلك مكانة الشيخ الروحية و العلمية لدى المخزن.

في هذا الإطار، يقدم الموقع نسخة من ظهير للسلطان مولاي الحسن الأول  ينفذ بمقتضاه إعانة شهرية للشيخ ماءالعينين  لنشر العلم الشريف كما جاء في الرسالة، المؤرخة  بتاريخ 5 شعبان 1304 للهجرة ( أبريل 1887 ميلادية). الظهير مأخوذ من كتاب ” الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية”، القسم الأول الجزء الثالث، من منشورات مديرية الوثائق الملكية، إشراف و تقديم بهيجة سيمو،  و فيه إشارة للمكانة التي حظي بها الشيخ لدى ملوك الدولة العلوية، و اعتراف بدوره الاصلاحي التنويري، من خلال  نشر العلم  و المعرفة في تلك المنطقة، كما أن الرسالة دليل على اهتمام السلطان مولاي الحسن الأول بالعلم و العلماء.

 

تخريج الرسالة:

الحمد لله وحده   و صلى الله على مولانا محمد و ءاله و صحبه

نفذنا بحول الله و وقوته و شامل يمنه و منته للشيخ الجليل الخير البركة ماءالعينين الشنجيطي خمسة عشر ريالا في الشهر، إعانة له على ماهو بصدده من بث العلم الشريف و نشره، فنأمر خدامنا أمناء مرسى الصويرة المحروسة بالله أن يكونوا يدفعونها لنائبه ثمة كل شهر، و السلام.  في 5 شعبان عام 1304

يدفعون لنائبه عند رأس كل سنة ما يجب فيها بالحساب المذكور و هو مائة و ثمانون ريالا و السلام.

 


المصادر

(1) كتاب التنبيه المعرب عما عليه الآن حال المغرب – الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين.ص 27