
في إطار سلسلة الوثائق و الرسائل التي يقدمها الموقع، المؤرخة لأحداث المقاومة الجنوبية ضد المستعمر الفرنسي، نضع بين القارئ رسالة من الشيخ أحمد الهيبة إلى قبائل ” ددس”.
الوثيقة تعكس عمق العلاقات التي ربطت الحركة الجهادية في سوس و الصحراء، بباقي المناطق المحاذية، علاوة على التنسيق الذي كان بين الشيخ أحمد الهيبة و بعده الشيخ مربيه ربه مع باقي الزعامات القبلية التي قاومت المستعمر في سوس و الأطلس. مما يفند فرضية انحسار المقاومة الجنوبية بعد معركة سيدي بوعثمان الشهيرة سنة 1912 بنواحي مراكش.
تقع مناطق وادي دادس بالجنوب الشرقي للمغرب ( اقليم تنغير حاليا)، الذي شهد مقاومة عنيفة ضد المستعمر أجلت توغله. كان من أهم محطاتها حركة المجاهد عسو اوبسلام، بطل معركة بوغافر سنة 1933 بجبل صاغرو.
الرسالة مؤرخة بتاريخ 22 جمادى 1331 للهجرة، الموافق لسنة 1913، وهي الفترة التي وصل فيها الشيخ أحمد الهيبة إلى قرية أسرسيف ( وصلها 17 جمادى الأول 1331 و استقر فيها حوالي سبعة أشهر) بعد خروجه من تارودانت، كما أن السنة 1913 عرفت تقدم الكلاويين نحو بلاد درعة وهيمنتهم على بعض مناطقها، فهل كان الشيخ أحمد الهيبة حين أخبر القبائل بحركة المارقين و تأهبهم للهجوم، يقصد حملة الكلاويين؟
يقول الشيخ أحمد الهيبة:

الحمد لله وحده
الصلاة على سيدنا و مولانا محمد و آله و صحبه
أنجالنا الأجلون المجاهدون الأفضلون كافة قبائل ءال ددس خصوصا و عموما أمنكم الله و رعاكم و حفظكم و وقاكم و سلام الله عليه و رحمت الله و بركاته أما بعد فيما يجب اعلامكم أنه لم يطرأ في هاذه النواحي إلا خبر السرور لله الحمد و له المنة غير أنه بلغنا أن المارقين أعداء الله منشغلون بتوجيه محلة لهاذه النواحي بقصد رد المسلمين عن دينهم لدين الكفر و تمليك رقابهم يتصرفون فيها كيف شاءوا عياذا بالله و لا يكون ذلك بحول الله و قد أخبر الله بعاقبة ذلك في قوله جل من قائل إن يثقفوكم و يكونوا لكن أعداءا و يبسطوا اليكم أيديهم و ألسنتهم بالسوء الآية و اليوم بارك الله فيكم و عليكم ردو بالكم لتلك الجهات و قوموا على ساق و جد بالحزم و العزم و اليقين و لا تغيبوا عنا خبر ما زاد و نقص، أصلحكم الله و سددكم و السلام 22 جمادى آ عام 1331 هجري.
فى الجانب الأيمن جملة “و اشتغلوا من تلك الجهة”