
أخذت المقاومة المعينية بعدها الوطني، متجاوزة منطقة تمركزها، إلى مناطق و قبائل مجاورة تشاركها هم الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، فعبأت وسائلها للتواصل و التنسيق و التحريض على الجهاد و دعمه، خاصة مع تقدم المستعمر الفرنسي و توغله في مناطق الأطلس و داخل المغرب، تنسيق زاوج بين المراسلات و تبادل المعلومات و الأخبار أو ارسال مبعوثين استقروا في تلك البلاد المتاخمة لسوس لسنوات كحالة الشيخ سيدي علي بن الشيخ محمد فاضل، أو من خلال رسائل داخلية بين الشيخ أحمد الهيبة أو الشيخ مربيه ربه و قبائل و زعامات بمناطق سوس، زيان، درعة…
من الأرشيف الفرنسي نورد اليوم، فقرة من تقرير شهر اكتوبر لسنة 1918 ، الذي يرصد مختلف مجريات أحداث السياسية و العسكرية في المغرب إبان الحماية الفرنسية خلال أشهر هذه السنة، هذه الفقرة تتحدث عن ثائر يسمى مولاي الحاج اشبيهن خرج في جبل تيفرنين محرضا قبائل المنطقة ضد المستعمر، و داعيا لأخيه الشيخ أحمد الهيبة…
مع العلم أن الشيخ اشبيهن ظل في مناطق واد درعة لمدة قاربت الأربع سنوات، و رصد المستعمر تحركاته التحريضية ضد الفرنسيين، منذ صعوده شمالا نحو الأطلس ( أزيلال) و تقلبه نحو تافيلات حيث لاقى معارضة من الزاوية الناصرية ليتوجه إلى بلاد تودغة(تنغير حاليا)، كما ورد في مصادر عدة من الارشيف الفرنسي و تحدثت عنه بعض المقاطع الصحفية ( يتوفر الموقع عليها و ستقدم لاحقا).

Rapport mensuel d’ensemble du protectorat 1918
ترجمة للنص الفرنسي:
تيفرنين .— بعد اتخاذ أول الإجراءات لاحتواء عدم الاستقرار الذي نتج عن دعاية و خطب المحتال الذي أعلن الهيبة سلطانا في ناحية تيفرنين قام ” سي حمو ” بردة فعل قوية ضده كان من اللازم فعلا وضع حد للفوضى التي كانت تهدد بالانتشار مؤججة بقدوم بموجات قدوم من تافيلالت .
قامت حركة ممولة من طرف ” گلاوة ” للقدوم إلى تاساونانت حيث التحقت بها كتائب ” ولاد يحيى ” تحت قيادة القائد العربي. في نفس الوقت كانت سرايا تحتل قصر ” آيت حمو ” قرب زاوية ” سيدي بلال ” ( واد القابية ) و البرج و تيسليت ( واد آيت تيجيلي أونحيحن ) .
بعد خطة سياسية محكمة تخلت ” آيت عيسى” ،”القراصبة”،” آيت تسلة ” عن المحرض الذي لم يعد مسانداً إلا من طرف ” آيت سمگان ” و ” آيت ساون “.خلال عملية شاملة فُرِّقَتْ قوات المساندين . التجأ المتمرد جريحاً في المعركة وحيداً متخلى عنه، إلى قرية ” تسلة ” حيث استطاع الهروب مغتنماً ظلام الليل . أرسلت كل الأهالي التي كانت تسانده وُفوداً إلى ” سي حمو ” .
الإستعلامات متضاربة حول وجهت المتمرد الذي يبدو أن مصاره على وشك الإنتهاء. هذا الشخص الذي كان يوقع مراسلاته باسم “مولاي الحاج شبيه أن” كان على علاقة وطيدة بالهيبة و الذي تصله به صلة قرابة. تخلى بعد هروبه عن رسائل من طرف الهيبة يأمره فيها باستخلاص العشر من سكان ناحية تيفرنين.
موقع الشيخ ماءالعينين