
بقلم : الشيخ سعدبوه الشيخ عبداتي
الحمد لله العالمين والصلاة والمرسلين على أشرف الأنبياء والمرسلين :
قد طلب مني بعض الأفاضل على عجل كتابة رد على مقال ظهر في بعض وسائل التواصل الاجتماعية هذه الأيام صاحبه كتب فيه أن علم الأوفاق وسر الحرف من قبيل السحر واتهم بعض كبار الصالحين بتعاطي السحر والعياذ بالله تعالى فطلب مني أن أسعفه بالجواب مستدلال بأدلة من الكتاب والسنة ونقول أهل العلم المعتمدين حتى يطمئن إليها.
أقول وبالله أستعين إن علم الأوفاق اتخذه بعض علماء المسلمين ـ المتفق على إمامتهم كأبي حامد الغزالي 505هـ ومن تبعه ـ أسلوبا من أساليب الدعاء إلى الله تعالى بأن يجعلوا آيات قرآنية أو أسماء لله تعالى في خانات جدول على هيئة علمية دقيقة، من أجل جلب منفعة أو دفع مضرة دنيوية، وهو من بين عشرة علوم تشبه السحر عند البعض قال الإمام القرافي في فروقه :” واعلم أن السحر يلتبس بالهيمياء والسيمياء والطلسمات والأوفاق والخواص المنسوبة للحقائق والخواص المنسوبة للنفوس والرقى والعزائم والاستخدامات فهذه عشر حقائق.”
أما الدليل على مشروعية هذا العلم فهو استصحاب الأصل في الأشياء عند عدم ورود نص صريح فيها، وخاصة إذا قصد من ورائها نيل منافع أو دفع مضار بإذن الله تعالى.
فالدليل على جواز تعاطيه موارد النصوص الشرعية المقتضية لقاعدة كلية هي أن الأصل في الأشياء الإباحة، فمما يدل على ذلك من كتاب الله تعالى قوله جل وعلا : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة:29] ، ويقول: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن:10-12] {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] وَقَوْلُهُ {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} [الأنعام: 145]، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام ” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلَا تَقْرَبُوهَا، وَتَرَكَ أَشْيَاءَ غَيْرَ نَسْيَانٍ؛ رَحْمَةً لَكُمْ، فَلَا تَبْحَثُوهَا” أخرجه الدار قطني عن أبي ثعلبة.
ووجه الدلالة أنه تعالى بين أن مافي الأرض إنما خلق لنا من أن نتمتع به كما ذكر ذلك أئمة التفسير عند هذه الآيات..
أما تقرير أن هذه القاعدة قاعدة صالحة للاستدلال بها وبناء الأحكام عليها فيقول الإمام :الزركشي ت 794هــ في البحر المحيط ” زعم قوم من الفقهاء أن الشرع قد قرر الأصل في الأشياء على أنها على الإباحة إلا ما استثناه الدليل، وفائدة ذلك أنه إذا وقع الخلاف في حكم شيء في الشرع ” هل هو على الإباحة أو المنع؟ ” حكم بأنه على الإباحة، لأن الشرع قد قرر ذلك، فصار كالعقل عند القائلين بالإباحة” ج/8 ص/8
فيتلخص من هذا أن علم الأوفاق أو الجداول أو علم الأشكال، على الشكل الذي ذكرناه من أنه ليس إلا جلب منفعة أو دفع مضرة جائز شرعا لا يوجد دليل على منعه، وهذه كلية شرعية قطعية لا يمكن أن تُنهض بحال.
وما يستدل به البعض من الأحاديث الواردة في السحر أو الكهانة أو الشعوذة، إنما هو تخليط وإنزال للأحاديث النبوية الشريفة على غير دلالاتها،وتحميل للنصوص على غير محملها، كحديث ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” {من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر؛ زاد ما زاد}، أو ما رواه مسلم في الصحيح وأحمد في المسند؛ عن صفية بنت عبيد؛ عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” {من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما} ” وبما روي أيضا في صحيحه {عن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت يا رسول الله إن قوما منا يأتون الكهان. قال: فلا تأتوهم} ” فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان والمنجم يدخل في اسم الكاهن. كما استدل بها ابن تيمية رحمه الله ت 728هــ في فتاويه.
ففي هذه الاستدلالات خلط كبير بين السحر وغيره من علوم الشر مع علم الأوفاق الذي لم ينص الشارع على تحريمه، فقد جعل كل ما ورد في السحر يمكن حمله على الأوفاق؛ والسحر عرفه الرازي ت607هــ بأنه ” السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، ومتى أطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله” فحمل هذا التعريف على علم الأوفاق لا يثبت إلا بدليل قطعي الدلالة أو يقبله بقرينة واضحة سالمة.
فلو حمل هؤلاء كلامهم على تناول علم الأوفاق من أجل الإضرار بالغير لكان لهم ذلك، فكل ما يجر إلى الضرر بالنفس أو الغير فحكمه الحرمة إجماعا، لقوله صلى الله عليه وسلم : “لاضرر ولا ضرار”. أما أن يطلقوا حكم الحرمة على علم الأوفاق جملة وتفصيلا بأدلة مشوبة بالمجازفة في الإستدلال فإنه لا يضر أصل الحكم بالإباحة في شيء .
ـ أيضا استدلوا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه فعل الأوفاق أو الجداول فهو دليل في غير محله من جهتين :
أولا علم الأوفاق لم يكن من عادة العرب في زمن النبوة فكان الشارع قد وضع لنا ضابطا عاما نعرض عليه كل ما استجد من أمور المسلمين مما لا يعارض نصا من الكتاب أو السنة، أو يخالف مقاصد الشريعة، أو يجر مفسدة عامة، فإذا سلم من هذه المتعلقات كان حكمه ناصعا هوالجواز، هذا إذا كان سيجر إلى منفعة عظيمة حاصلة وهو ما كان متوفرا في علم الأوفاق يقول العلامة الشيخ محمد حبيب الله بن ميابى:
هذا سبع لسحر دافع وأنه في بابه لنـــــــــــافع
يعرف عند علماء السر مسبع السل مفيد الضر
وهو مجرب فقد جربته ونفعه إذ ذاك قد وجدته
وكيف لا وهو كلام طيب والعلما في أخذه قد رغبوا
وفيه أسماء لمولانا علا يحصل نفعها لمن ذا استعملا
ونفعه اشتهر في بلادي وطننا من حاضر وبادي
وهو مضاف لكلام الله في خمس آيات على تناهي
تناسب الدفع لكل شر لا سيما إن كان شر السحر
كما نقلها الشيخ محمد بن علي بن حسين مفتى المالكية بمكة المكرمة (1367هـ) في «تهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية» ، وفيها اختصر الفروق للقرافي ولخصه وهذبه ووضح بعض معانيه.
ثانيا: ومن يعترض به على دليل عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم لعلم الأوفاق أنه في المقابل لم يرد نهيه عنه بإطلاق فليقدِم المدعي ذلك دليلَه، ثم إن هذا يقتضي أن كل علم لم يمارسه النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل وهذا لا دليل عليه، ونحن نجد كثيرا من العلوم منها ماهو شرعي كتفاصيل علم الأصول ككون الأمر يدل على الإطلاق على الوجوب، وغير ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلما نصا إنما أغلبه صبت بالاستقراء لما ورد عنه عليه الصلاة والسلام، وكذلك علوم الآلة كالنحو واللغة وغير وغير وحتى العلوم التجريبية التي شهدت بها الانسانية اليوم تقدما كبيرا ونهضة غيرت حياة الناس وتعاملهم، تكون بهذا الإطلاق ممنوعة وهذا واضح البطلان.
فيكون علم الأوفاق بهذا علم من العلوم التي تؤدي إلى جلب المنافع ودفع المضار ومن هذه الناحية نص أهل العلم على ، وما ورد عن بعضهم مما ظاهره تحريم هذا العلم وإلحاقه بالسحر لا يخلوا من أمرين :
أـ إما أن يكون الكاتب لم يستقصي التفريق بين علم الأوفاق وغيره من علوم الشر والسحر فحكم على الجميع بحكم واحد، وهذا خلاف الواقع كما تقدم من كلام الإمام القرافي.
ب ـ أن يقصد بكلامه ما يترتب عن حكم الأوفاق من الحاق الضرر بالغير فحرمه بهذا كما نص على ذلك العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج بن براهيم العلوي في كتابه إرشاد الغافل الذي أخطأ في الحكم على ماقرره فيه من أن تناول هذا العلم لجلب المصلحة أو درء المفسدة جائز، وقد تعرض لعدة علوم من هذه اختلط على البعض حكمه على جميعها.
قال الشيخ سيدي عبد الله ناصا على أن ما تعاطاه العلماء الصالحون منه ليس تخيلات بل هو حقائق ” وهذا تخييل لا حقيقة له بخلاف ما يقع لبعض الأولياء فإن له حقيقة خرقا للعادة” وقال مجيزا الشفاء به ” ولشفاء من فعل به المص للدم والنزع للقلب المسمى بالسلالة تكتب هذه الآيات والجدول بعدها إلخ”
وقد نص على جوازه من العلماء كلا من:
1ــ العلامة شهاب الدين القرافي في كتابه الفروق فنفى أن يكون من علوم السحر كما تقدم وقال عنه في نهاية كلامه إنه ” الأوفاق وهي التي ترجع إلى مناسبات الأعداد وجعلها على شكل مخصوص مربع ويكون ذلك المربع مقسوما بيوتا فيوضع في كل بيت عدد حتى تكمل البيوت فإذا جمع صف كامل من أضلاع المربع.. والضوابط الموضوعة لها حسنة لا تنخرم إذا عرفت أعني في الصورة الوضع، وأما ما نسب إليها من الآثار قليلة الوقوع أو عديمته.”
2ـ وأفتى بجوازه الإمام ابن حجر الهيثمي ت 974هــ فقال في فتاويه : بِأَن علم الأوفاق يرجع إِلَى مناسبات الْأَعْدَاد وَجعلهَا على شكل مَخْصُوص، وَهَذَا كَأَن يكون بشكل من تسع بيُوت مبلغ الْعدَد من كل جِهَة خَمْسَة عشر، وَهُوَ ينفع للحوائج وَإِخْرَاج المسجون وَوضع الْجَنِين وكل مَا هُوَ من هَذَا الْمَعْنى” وقال في موضع آخر من نفس الفتاوى :” علم الأوفاق لا محذور فيه إن استعمل لمباح، فقد نقل عن الغزالي وغيره الاعتناء به، وكذلك حكى لي عن شيخنا شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سقى الله عهده أنه كان يحسنه وأن له فيه مؤلفا نفيسا أما إذا استعين به على حرام فإنه يكون حراما إذ للوسائل حكم المقاصد؛ والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.”
وقد ألف وبرع في علم الأوفاق وسر الحرف علماء كبار من هذه الأمة ذكرهم أصحاب التراجم والطبقات ونسبوهم إلى إتقان هذا العلم من أمثال ابن خَلِكان وابن حجر العسقلاني وغيرهما من العلماء الذين لم يعترضو لهذا العلم بالقدح عند ذكره وذكر أئمته، ومن الأمثلة على ذلك:
ــ ماقاله ابن خَلِكان ت 681هــ في وفيات الأعيان مترجما لكمال الدين بن يونس “له في كل فن بالجميع واستخرج في علم الأوفاق”
ــ وقال صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى: 764هـ في أعيان العصر وأعوان النصر عند ترجمة محمد بن أبي طالب الأنصاري “كان يتكلم على الأوفاق ووضعها، وحفظها فيما يستعمله ورفعها، ويتكلم على أسرار الحروف كلاماً مناسبا، ويدعي أنه لا يرى دونه في ذلك حاجبا، ويعرف الرمل ويتقنه ضربا، ويدريه جنساً ونوعاً وضربا.”
ـ و قال ابن حجر العسقلاني ت 852هـ في إنباء الغمر أن : صر الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، الأنصاري الشيخ جلال الدين الروياني العجمي الحنفي، برع في علم الحكمة والتصوف.. اتصل بأمراء الدولة وراج عليهم لما ينسب إليه من معرفة علم الحرف وعمل الأوفاق”
ــ وقال في كتابه الدرر الكامنة عن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين الْعلوِي ثمَّ العكي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ “وَكَانَ آيَة فِي معرفَة الاوفاق وتركيبها على وُجُوه مُتعَدِّدَة من النّسك وَالطَّرِيق المرضي والنشأة الْحَسَنَة”
ـــ وقال عبد الوهاب السكسكي اليمني 904هــ فيطبقات صلحاء اليمن/ المعروف بتاريخ البريهي” . ومنهم الشيخ الصالح وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد الصمد الصميري أصل بلدته صمر قرية من قرى حجر نشأ بها ثم انتقل منها إلى مدينة تعز ثم إلى قرية اليهاقر وأقام بها مدة طويلة واشتغل بعلم الأسماء وراض نفسه وسلك طريقة التصوف ونسب إلى الإخبار بشيء من المغيبات وكان يصنع الأوفاق والطلسمات لقضاء الحوايج وفك المحبسين ورزق مالا كثيرا وجاها عند أرباب الولايات وهابه الأكابر
ــ وقال الشيخ محمد فاضل بن الحبيب 1307هــ عن شيخنا الشيخ محمد فاضل بن مامين 1286هــ”وأما علوم أسرار الله تعالى وخواصها وخواص آي كتاب الله العزيز وأسرار الحروف والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه والسلام وأحزاب القوم وأدعيتهم فكل هذه العلوم هو قطب رحاها بل شمس ضحاها
ـ محمد المختار بن علي بن أحمد الإلغي السوسي (المتوفى: 1383هـ) في كتابه سوس العالمة ” علم الأوفاق، وسر الحرف، وهو علم صحيح ذكره ابن خلدون وغيره، وقد صحَّ أيضا عند المعتنين به في هذا العصر، وقد مرَّ بين يدي مؤلفات فيه للسوسيين؛ كالمرغيتي، وابن الطيفور، وبعض الكراميين، والدفلاوي، ومنظومة للتامانارتي وغيرهم، وقلما يَخلو كتاب سوسي من جداول ترسم في باطن دفتيه، وكثيرا ما يكتبون بِها التمائم، وكان لشيخنا سيدي سعيد التناني يد طولى في هذا العلم، وكتبه تزخر بِجداوله، ولكنه ليس علما يدرس، ولا ذا شهرة في المحافل فيما أدركناه وعرفناه وقرأناه”.
الكتب
ـ كتان التبصرة في علم البيطرة ولايات الأناق. في خواص الأَوفاق لأبيعبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن حسن بن علي الفارسي بلداً التمي نسباً.
ــ درة الغواص في الأوفاق إبراهيم بن محمد الصوابي التَّاكُوشْتِي الكبير.
ــشرح تائية في الأوفاق لبعض الحامديين،الْحَسن بن الطيفور السَّاموكْنِي ثم التِّزنِيتي.
ــ اقتناع الحذاق في أنواع الأوفاق،علي بن محمد بن عبد العزيز بن فتوح.
ــبهجة الآفاق، في علم الأوفاق لأبي عبد الله: محمد بن أحمد القرشي ت 669هــ.
ــ إقناع الحذاق، في أنواع الأوفاق، لتاج الدين: علي بن محمد بن الدريهم الموصلي.762.
ـــ بحر الوقوف، في علم الأوفاق والحروف، للشيخ، شهاب الدين: أحمد بن يوسف البوني.
ــ بلغة المشتاق، في علم الأوفاق للشيخ: محمد بن علي بن أحمد الفارقي.
ــ عجائب الاتفاق، في غرائب الأوفاق،لأبي عبد الله: محمد بن إبراهيم القدسي.
ــ شمس الْأَوْقَاف فِي علم الأوفاق ، للبسطامي وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن احْمَد البسطامي الْحَنَفِيّ.
ــ الفوائد، ومذهب المخوف، وجواهر الأسرار وغيرها من تآليف العالم العارف بالله الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين1328هــ
ولولا خوف الإطالة لذكرنا كل ما وقفنا عليه من كتاب ألف في هذا الفن مع ترجمة صاحبه وبيان مكانته عند العلماء ولكن وليقس مالم يقل وفيما ذكرنا كفاية لمن نور الله بصره…