مخطوط: ميمية للشيخ محمد الإمام


يقول العلامة محمد بن آبو الحسني عن الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماءالعينين:”…وقد صحبته صحبة امتزاج في جميع الظروف المكانية والزمانية أوان بلوغه فما وجدته قط مشتغلا إلا بما يعنيه وما أطباه عن ذلك مع ماهو فيه من غلواء الشباب وريعانه وازدهار أبهة فيضان النعمة التي أنعم الله بها على أبيه شيخنا،وإقبال القبول من الرحمن جل وعلا عليه، وانبعاث الخلق إليه من كل صوب وحدب ينسلون، وهو مع هذا كريم المائدة ،ضخم الدسيعة ،نزيه النفس، بعيد عما لا ينبغي قريب من الخير…..ثم رجعت إليه فإذا هو ماشاء الله ولا قوة إلا بالله بحر علوم زاخر لا تستطيعه الخيازر،متضلع ومضطلع بالعلوم النافعة ودانت له وتدلت له منها الصعبة والشاسعة فأصبح العالم العامل ،العلامة المدرس النحرير، البليغ الماهر المعبر غير المغفل للمسائل تلقيا والقاء، له منزلة في الأدب عالية قطوفها دانية،وناديه عامر لا يخلو من التعلم و التعليم والارشاد والافادة،والاستفادة والتفهيم.” (1)

المخطوط المقدم اليوم هو نظم وعظي يتضمن مجموعة من النصائح و الحكم صاغها الشيخ بلغة سلسة و بديعة تعكس شاعرية الشيخ على ما يحمل من قيم أخلاقية و تربوية يدخل في باب شعر الحكمة، يقول الدكتور محمد الظريف متحدثا عن مساهمات شعراء المدرسة المعينية في هذا الباب من الشعر: ” و تمثله بعض قصائد الشيخ مربيه ربه و الشيخ محمد الامام و سيداتي هيبة، و بعض مقطوعات المحفوظ بن الحضرامي في التأمل في الحياة و التفكر في الدهر و النظر في حقائق الكون، و يستمد هذا النوع من الشعر مادته الأساسية من مصدرين متكاملين“(2)

مصدرا شعر الحكمة حسب الدكتور هما : ما تحمله كتب التصوف من آداب و أخلاق تنظم علاقة الانسان بربه و علاقته بأخيه، أما المصدر الثاني فتمثله “بعض الحكم الشعرية المنبثة في الشعر العربي على شكل أبيات متفرقة… كبعض حكم زهير بن أبي سلمى، و قصائد أبي بكؤ العرزمي و محمود الوراق و صالح بن عبد القدوس و بشار بن برد و المتنبي و غيرهم من الشعراء الذين جعلوا الحكمة مدارا لبعض أشعارهم…“(3)، و يورد الدكتور تعزيزا لكلامه حول المصدر الثاني، ميمية الشيخ محمد الإمام الطويلة التي تضمنت بعض الحكم المشهورة، منها قوله:

وإن ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدق فيما اعتاد من نفسه الوهما

فهذا البيت لا يختلف في المعنى و الصياغة قول المتنبي:

وإن ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدق ما يعتاده من توهم (4)

تخريج المخطوط:

النص كاملا

المصادر:

(1) انظر ترجمة الشيخ محمد الإمام بن الشيخ ماءالعينين.

(2) محمد الظريف، الحياة الأدبية في زاوية الشيخ ماءالعينين،ص 326. منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه لإحياء التراث والتنمية.

(3) نفس المصدر، ص 327

(4) نفس المصدر، ص 328