مخطوط وصية الشيخ ماءالعينين

توفي الشيخ ماءالعينين ليلة الثلاثاء 21 شوال 1328 للهجرة ، وفي وفاته يقول الشيخ مربيه ربه: ” أنه لم يكن به مرض قليل و لا كثير و صلى أوقاته على عادته في المسجد…ولما دخل بيته باسط أولاده و أهله، و أطال الحديث…ونام قليلا، و استيقظ و قال: أنتم سالمون، لا بأس عليكم، قالوا: نعم. قال الحمد لله، و اشتغل بورده و صلاته ما شاء الله” إلى ان انتقل إلى الرفيق الأعلى و هو في وضعية سجود.”

قبيل وفاته وضع الشيخ ماءالعينين و صيته لأبنائه و تلامذته و من ينسب له من الأحبة عامة، الموقع يقدم مخطوطين لهذه الوصية، الأول بخطه و الثاني بخط ابنه الشيخ محمد الأغظف،نوردهما تبعا:

الوثيقة الأولى:

نسخة أخرى من الوصية بخط الشيخ ماءالعينين
من مكتبة أبي بكر بن محمد تقي الله

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد و على آله. و بعد فمن كويتبه أبلغ السلام و أفضل تحية و إكرام إلى أبنائنا و من ينسب إلينا من الأحبة عموما و خصوصا طررا و نصوصا كل واحد باسمه و خالص و اسمه موجبه إليكم أني أوصيكم و نفسي بتقوى الله العظيم لأنه هو الذي به صلاح الدنيا و الآخرة. قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله ) . والتواصي بالصبر لأنهما اللذان أيضا يكون بهما صلاح الدنيا و الآخرة و الألفة. ( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )،أي قوتكم و ذلك لا يكون إلا بالصبر الذي اتبعه الله به حيث قال ( واصبروا إن الله مع الصابرين ). و أيضا لا تنزعوا أيديكم من الناس التي لكم فيها فائدة، و لأن الكثرة لها شأن، و ضعيفان يغلبان قويا. و يقال : لا تنزع يدك من ذي شوكة فتطأك الذئاب. و قال تعالى: ( هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين ). و لو شاء لأيده بلا المؤمنين، و لكنه أيده بهم، ثم بعد هذا كله لا بد من السياسة في الأمور. و السياسة فيها أن يقابل كل شيء بما يصلح له و الناس كثير من أمرها لا تظهره للناس لاسيما ما يكون بينهما من تخالف النظر فإن كثير منه لا يظهر للناس و الذي يتبع في الحقيقة الرأي الموافق حكم الصواب. قال الشاعر: لا تحقرن الرأي و هو موافق حكم الصواب إذا أتى من ناقص

و الله أرجوه أن يوفقكم و يوالفكم و يبلغ لكم المقاصد بالتمام و على المحبة و السلام كاتبه عبيد ربه ماءالعينين ابن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين غفر الله لهما ءامين

الحاق: ثم ليكن في كريم علمكم أنا لا شر بيننا أحد سوى النصارى لعنهم الله ما داموا ناقضين العهد مع المسلمين، و إن رجعوا لبلادهم و أخذوا بالعهد الذي كانوا آخذين، فلا كلام معهم و لا شر. و أما المسلمون فلا شر بيننا مع لأحد منهم، و من نوى شرنا فإنا جاعلون الله بيننا معه ، و راجون في الله يرد عنا كيده في نحره و يسلط عليه من يشغله عن مضرتنا و السلام.

الوثيقة الثانية:

مخطوط للوصية بخط الشيخ محمد الأغظف من مكتبة سيدي عثمان بن الشيخ محمد الأغظف

الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم. و بعد فمن كويتبه أبلغ سلام و أفضل تحية و إكرام إلى أبنائنا و من ينتسب إلينا من الأحبة عموما و خصوصا وطررا ونصوصا کل واحد باسمه وخالص وسمه موجبه إليكم أني أوصيكم و نفسي بتقوى الله العظيم لأنه هو الذي به صلاح الدنيا و الآخرة. قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله ) . والتواصي بالحق والتواصي بالصبر لأنهما اللذان أيضا يكون بهما صلاح الدنيا و الآخرة والألفة .وقال تعالی( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )،أي قوتكم و ذلك لا يكون إلا بالصبر الذي أتبعه الله به حيث قال ( و اصبروا إن الله مع الصابرين ). و أيضا لا تنزعوا أيديكم من الناس التي لكم فيها فائدة، لأن الكثرة لها شان، و ضعيفان يغلبان قويا. و يقال : لا تنزع يدك من ذي شوكة فتطأك الذئاب. و قال تعالى: ( هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين ). و لو شاء لأيده بلا المؤمنين، و لكنه أيده بهم، ثم بعد هذا كله لا بد من السياسة في الأمور. و السياسة فيها أن يقابل كل شيء بما يصلح له ومايصلح بالحال يفعل فيه و الناس كثير من أمرها
لا تظهره للناس لاسيما ما يكون من تخالف النظر فإن کثيرا منه لا يظهر للناس و الذي يتبع في الحقيقة الرأي الموافق حكم الصواب.
وقال الشاعر:
لا تحقرن الرأي و هو موافق
حكم الصواب إذا أتى من ناقص
ثم ليكن في كريم علمكم أنا لا شر بيننا مع أحد سوى النصارى لعنهم الله ما داموا ناقضين العهد مع المسلمين، و إن رجعوا لبلادهم و أخذوا بالعهد الذي كانوا آخذين، فلا كلام معهم و لا شر. و أما المسلمون فلا شر بيننا مع أحد منهم، و من نوى شرنا فإنا جاعلون الله بيننا معه ، و راجون في الله يرد عنا كيده في نحره و يسلط عليه من يشغله عن مضرتنا و السلام.
کاتبه في 10 من ربيع الثاني عام 1327 عبيد ربه ماالعينين بن شيخه الشيخ محمد فاضل بن مامين غفر الله لهم وللمسلمين ءامين
هکذا من خط أبي وشيخي الشيخ ماءالعينين حرفا بحرف محمد الأغظف غفر الله للجميع ءامين بجاه سيدنا محمد رسول الله عليه صلاة الله الأجل الأکرم الأعظم الأعز الأعلی
في 14 ذي القعدة 1346