الشيخ محمد تقي الله بن شيخنا الشيخ ماءالعينين

بقلم : سعدبوه محمد المأمون ول الشيخ عبداتي الشيخ محمد فاضل 

باحث بكلية الآداب جامعة محمد الخامس

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد :

لقد غذَّت زاوية الشيخ ماء العينين الحياة الثقافية في نهاية القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر بخلق جو علمي صار منارة تستضيئ منه الأمة الإسلامية دروبها، وتلجأ إليها في حل مشكلات العلم وعويصات الفهم، وذلك بما صدر عن هذه الزاوية من كتب تناولت أغلب الفنون وأجابت عن أكثر الإشكاليات المطروحة ،وأفتت في النوازل العصرية آنذاك، وفي مقابل هذه المصنفات صدر علماء كبار ذوي كفاءات عالية وثقافة موسوعية كانوا مرجعا في كثير من الفنون لعل من أبرزهم العلامة الحافظ الجهبذ النحرير الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ ماء العينين الملقب ب محمد بوي، وسنحاول في هذا المبحث دراسة هذه الشخصية من خلال المحاور التالية:

أولا: مولده وأسرته

ثانيا: تعلمه

ثالثا:آثاره

رابعا : مكانته عند والده وشيخه

خامسا: أقوال العلماء فيه

أولا: مولده  ونشأته وأسرته

هو العلامة الكبير الشيخ محمد تقي الله ولد آخر شهر ذي الحجة سنة1287هـ1871 م   في منطقة الدار الحمراء بالصحراء المغربية.

والده : هو العلامة الكبير والولي الصالح والمجاهد المغوار والمجدد المجتهد الشيخ سيدي المصطفى الملقب بالشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل المتوفى سنة 1328 هـ في تيزنيت وسط المملكة المغربية له مؤلفات كثير شاعت في الشرق والغرب كما له آلاف المريدين الذي قادو مشاريع متنوعة ساهمت في المضي قدما بالصحوة الاسلامية..

والدته هي المرأة الصالحة الفاضلة : العزة منت الكوري العروسية قال عنها الشيخ ماء العينين بن العتيق “كانت ذات عبادة وعفة وعقل ولها معرفة بالطب ولا سيما مايتعلق منه بالنساء وكان شيخنا يعتبر طبها” ولها من الشيخ ماء العينين بالاضافة الى الشيخ محمد بوي بنتا اسمها العالية كانت أحب بنات الشيخ ماء العينين إليه وهي والدة العلامة الشاعر المشهور الشيخ ماء العينين بن العتيق.

ـ تزوج مرة واحدة بيحجبوها منت الحضرامي بن الشيخ أحمد السباعي عقب منها ابنا اسمه افضيلي وبنتا اسمها ام الفضل توفيت صغيرة… وقد توفي افضيلي  سنة 1963 ودفن بمقبرة سيدي عبد الرحمان بوسط تيزنيت بعد أن عقب ابنا واحدا هو الشيخ محمد ماء العينين والدته منة بنت المجاهد الكبير أحمد ولد أييه من قبيلة ايديشلي.

ـ توفي رحمه الله في سفر كان مع والده قافلون من فاس ففاضت روحه إلى باريها وهو آنذاك في مُراكش يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان المعظم عام عشرين وثلاثمئة وألف الموافق 05ـ12ـ1902 ومكان دفنه الآن بجامع الفناء عند سيدي بو الأوقات مع أخيه الشيخ سيدي عثمان وأمر السلطان مولاي عبد العزيز ببناء قبة عليهما.

ثانيا: تعلمه

   تعلم الشيح محمد تقي الله بزاوية الشيخ ماء العينين التي كانت تنتقل بين تيرس والساقية الحمراء حتى استقرت في الصمارة، حيث كانت تدرس في هذه الزاوية المتون العلمية في كل فن مع مراجعة شروحها والمطالعة على أمهات الفنون منها وقد عرض الشيخ الطالب اخيار بن الشيخ مامين مقررات هذه الزاوية الدراسية و يقول عنها الشيخ محمد عبد الله بن تكرور مبينا بعض المقررات في الزاوية ” في العروض كان يفسر لهم نظمه نعت العروض بشرحه تبيين الغموض، ومما كان يفسره لمريديه نظم أبيه الشيخ محمد فاضل بن مامين، المسمى بمطية المجد في التصوف، ونظمه المسمى بضوء الدهور في علم الحساب والفلك.. ومنتخب التصوف ويفسره بشرحه له، أما كتب المقلدين فأكثر اشتغال مريديه منها إنما هو مختصر خليل بن إسحاق ورسالة ابن أبي زيد ونظم عبد الواحد بن عاشر وتأليف الشيخ عبد الرحمن الأخضري ونحوه من كتب الفقه.. وأما كتب النحو فكان اشتغالهم منها بخلاصة الألفية لمحمد بن مالك والنظم الذي أدخله عليه الحبر  المختار بن بونا الجكني وهو يزيد على الألف من الأبيات ويعلمهم مراقي السعود لسيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم العلوي في أصول الفقه، وأما كتب البيان فالتلخيص للسعد التفتزاني ونحوه كعقود الجمان للحافظ السيوطي، وأما كتب قواعد الفقه يقرؤونه بالنظم المسمى بالمنهج للعلامة علي بن قاسم المشهور  بالزقاق ونظم العلامة محمد ميارة الذي كمله به، وأما القرآن فكانو يفسرونه بالجلالين ونحوه }ولعلنا نجد وصفا آخر عند العلامة الشيخ محمد العاقب بن ميابى الذي يقول في قصيدته التي مطلعها :

سقى دهرك المجدوب صوب الغمائم ألا عم صباحا ربع مي الأعم

إلى أن قال متخلصا:

ولذاتها إلا كأحلام نـــــــــــائم فلا تحسب الدنيا  وإن طاب طيبها

لحضرة ما لعينين قطب العوالم فمن لي من الدنيا بحسن تخلـــص

وحيث يرى كيف اصطناعُ المكارم بحيث يرى كيف التنافس في العلى

ويمحى عن العاصي خضابُ المآثم وحيث ترد النفس عن جمحاتهــــا

وخوف الإله واجتناب المحــــــارم وحيث يرى درس العلوم ونشرها

وطاوي الحوايا كالهلال وصــــائم حيث ترى الفتيان ما بين ناســك

وداعٍ بدأداء الظلام وقــــــــــــــائم وقارٍ أفانين العلوم ومُقـــــــــرئٍ

وباكٍ عليها بالدموع السواجــــــــم وآس على آثامه متـــــــــــــأسف

وباقٍ وولهان الفؤاد وهــــــــــائم وفانٍ بذات الله عن حركاتــــــــه

ويُصرى عن المهموم عبء الهماهم هنالك يُقضى للمؤمل ما رجــــــا

جنببات الشيخ جمعُ المواســـم ترى ترى حلق الأذكار لفوضى كأنـــها

   في هذا الجو العلمي ترعرع الشيخ محمد تقي الله وبلغ من العلم منتهاه فحفظ القرآن ولما يبلغ الثامنة من عمره، كما تعلم العلم بسرعة خارقة للعادة يقول الحضرامي بن الشيخ أحمد «  إنه شاهد فيه من النجابة والفهم زمن قراءته عليه مالم يُشاهده في غيره،ومن ذلك أنه كان يكتب كذا وكذا قفا من خليل ويمرر عليه مرارا يحفظها عن ظهر قلب وإذا أرد أن يفسر له بعض الغوامض يقول له سر عن هذا فقد صرتُ أُلف فيه}                                          

ولعل عبارة الشيخ النعمة كانت أبلغ وأشمل إذ بَيَّنَ أن كل تحصيله للعلم كان بسبب المنح والفتح الرباني يقول { علومه كلها منحٌ وفتحٌ رباني وفيضٌ إلهي فلقد شاهدناه كما شاهده غيرنا يبلغ مرتبة التآليف في الفن دون درس ولا مكابدة ولا طول مجاهدة بل إذا أحب أن يقرأ الفن ينظره نظرة أو نظرتين ثم يشتغل في التأليف فيه }  

فشهادة هذين العالمين وغيرهما تظهر بينة ماقالاهُ في مطالعة التآليف التي صنَّف  في أغلب الفنون وسلكت أوعر المسالك وهذا ماسنتعرف في المحور التالي.

ثالثا ـ آثاره

ترك الشيخ محمد تقي الله عدة آثارا عديدة تمثلت في مصنفات شملت مختلف العلوم، منها ما شكل مرجعا كبيرا لدى طلبة العلوم الشرعية واللغوية بسبب إنكباب الشيخ محمد تقي الله على مصادر العلوم ومطالعته لأمهاتها وهذا ما سيلحظه القارئ لعناوين هذه الكتب التي مزجت بين عدة معارف كبرى، وتتنوع هذه التآليف حسب نوعية المؤلَف فتارة يكون شرحا لمتن، أو حاشية عليه، أو متنا يؤسس ويقعد لفن من الفنون، في حين اكتست بعض مصنفاته مصدرية خاصة ما يتعلق بتآليفه عن الشيخ ماء العينين وهذه عناوين بعض ما وقفنا مؤلفاته:

أ ـ الكتب النثرية

1ـ الفتح النافع والسراج اللامع شرح المحتوى الجامع لرسم الصحابة وضبط التابع

 وهو شرح للمتن المعروف عند الطلاب برسم الطالب عبد الله الجكني رحمه الله المتوفى 1250 هــ والذي انتشر صيته في الآفاق قال عنه الشيخ النعمة { وهو من أحسن شروحه وأوفاها بالمقصود على اختصار} توجد منه نسخة مخطوطة في خزانة حفيده محمد فاضل بن الشيخ محمد ماء العينين، وصدرت  منه طبعة هذه الأيام عن الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب بتحقيق ودراسة الدكتور أحمد كوري بن يابة السالكي.

2ـ حاشية على ألفية السيوطي في الحديث

نسبه إليه الشيخ محمد العاقب بن مايابى في مجمع البحرين في كرامات شيخنا الشيخ ماء العينين

3-شرح على الأخضري 

وهو شرح لمتن الشيخ عبد الرحمن الذي صنَّفه في الطهارة والصلاة نسبه إليه الشيخ محمد العاقب بن ميابى.

4ـ تأليف في القواعد نسبه إليه الشيخ النعمة.

5ــ فتاوي فقهية

توجد منه نسخة تكاد تكون الفريدة في مكتبة العلامة الوالد بن أباتن بضواحي انواكشوط موريتانيا.

6ــ تبيين مايعنون  في شرح الألفية واحمرار ابن بون:

قال عنه الشيخ النعمة “ومن أحسن تآليفه شرح غريب في النحو والتصريف جمع فيه بين خلاصة ابن مالك وألفية المختار بن بونه الجكني التي لخصها من تسهيل ابن مالك ومطوّلات الكتب النحوية وجعلها كالتكملة للخلاصة وجعل عليها طرة مختصرة جدا حتى صارت فيها غِنية من مطولاّت الكتب لمن قرأها لكن فيها صعوبة لشدة اختصارها وعدم ضبط شواهدها فجمع هو رضي الله عنه جميع ذلك وجعل عليه شرحا حسنا ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل وضبط الشواهد وزاد بفوائد وتوفي رضي الله عنه ولم يكمله وبقي منه نحو مائة بيت وقد عم الإنتفاع في أرضنا بما ألف منه وأغنى عن غيره من كتب النحو جزاه الله برضاه”

وتجدر الإشارة أن العلامة الشيخ محمد بن سيدي بأمر من الشيخ ماء العينين  بدأ في تكميل ما ترك الشيخ محمد بوي وتوفي سنة 1235 هــ وبقي عليه قليل من شرح المئة بيت.

توجد نسخة الجزء الثاني بخزانة الأستاذ: امربيه رب بن الدكتورالهيبة، كما يُذكر أن الجزء الأول توجد منه نسخة في بعض خِزانات آل شيخنا.

7ـ شرح مقصورة ابن دريد.

نسبه إليه العلامة الشيخ محمد العاقب في مجمع البحرين وتوجد منها نسخة في مكتبة أهل حبت بمدينة شنقيط كما ذكر حفيده الأستاذ افضيلي ولد الشيخ النين.

8ــ حاشية على كتاب مذهب المخوف للشيخ ماء العينين اسمها نفحة الرؤوف في شرح ألفاظ مُذهب المخوف.

شرح فيه كثيرا من  العبارات المستغلقة في كتاب مذهب المخوف على دعوات الحروف للشيخ ماء العينين توجد منه نسخ متداولة في المغرب وموريتانيا وبالأخص في مكتبة العلامة الشيخ حمداتي بالرباط، وكذلك خزانة الأستاذ دب سالم بن حسن، و عند فضيلي بن الشيخ النين.

9ـ أجوبة عن مسائل متفرقة من فقه ونحو وأدب ومنطق وتصوف وحساب وحبر ومقابلة في المقولات العشر نسبها إليه الشيخ النعمة ولم أقف عليه.

ب ــ الأنظام العلمية

10ـ نظم آداب المتعلم

وهو يقع في ثلامئة بيت نسبه إليه الشيخ النعمة

قال في أوله

والمتعلم بفضل المنعم سميته بمرشد المعلم

وقال في آخره :

وربنا يهدي به للأمة وقد جعلته ثلاثمئــــــــــــة

11ــ “الحقوق التي على المسلم والتي له”

نسبه له الشيخ النعمة قال في مقدمته

فيما عليــه من حقـــوق ثم له سمَّيته مرشد من تأملـــــــــه

12ـ نظم مبهمات القرآن

  جمع فيه ما أتى به السيوطي في كتابه {معجمات الأقران في مبهمات القرآن} نسبه له الشيخ النعمه وقال عنه إنه نظم جيدٌ.

13 ـ “المروءة والوفاء بالعهد”

نسبه إليه الشيخ النعمة قال في مقدمته

وللمروءة لواء ساحبـــــــا سمَّيته غيثَ العهود الساكبـــــا

وقال في آخره

رآهُ لكن فضله كثراً علن قد انتهى عدَدَهُ قلَّ لمـــــنْ

14ـ “مذكر الموارد في سيرة شيخنا ذي الفوائد”

نظم متداول طبع عدة مرات ملحقا بكتب تآليف الشيخ ماء العينين.

15ـ “سراج الساري في سيرة الوارث للمختار”

نظم في حياة الشيخ ماء العينين وسيرته مع أهله ومريديه وأخلاقه وبعض برنامجه اليومي.

بالإضافة إلى عدة أنظام متفرقة ينظم فيها مسائل علمية أو نصائح وحكم منها

فافعل لما قد حوى بيتي من القرب يا من تريد تنال عالي الرتب

واقرأوعلِّم وصُم واصمت صل وتب أُذكر وقم أُعطِ وانصح وطُع وطبِ

وكذلك قوله

قد تستفيــدُ منه كُلا لا زمن والجلسا من قد تفيدهُ ومن

ولا تُفيده فباعد عنـــــــــــهُ وكل ما لا تستفيـــدُ منـــهُ

هذا ما استطعت أن أستقرأه من المصادر التي بين يدي مع يقيني بأنه بقي علي عدد كثير من المؤلفات وذلك لِما قرأت عند الشيخ النعمه بقوله ” وغير ذلك بل ليس فنٌ إلا وله فيه نظم أو تأليف إما كبيرٌ أو صغير وغالب تآليفه  ومنظوماته منتفع بها متداول بين الناس وذلك من أدل دليل على إخلاص نيته وصفاء سريرته”.

ج ـ شعره  

كان الشيخ محمد بوي رحمه الله من أكبر شعراء الصحراء وذلك لما تميز به شعره من حسن السبك وسلاسة اللفظ وكان طابع شعر الفقهاء بارز فيه مع وجود قصائد ذات رقة وجمالية، وقد حصلت على مايربو على العشرين قصيدة منها قصائد طوال جدا زادت على المائة وأغلب شعره في مدح والده ولذلك سنحاول إعطاء نماذج من شعره لنحكم منها على الباقي.

من القطع الشعرية له قوله

إن الهوى حلوٌّ ومرٌ طعمـــهُ يا لائمي فيمن هويتُ ذق الهوى

أو دع ملامكَ إن تخفى علمهُ إن ذقته كمذاقتي لُم ما تشـــــــا

ويقول أيضا:

وكثيرَ الأحزانِ والأهـــــــوالٍ يا حليفَ الوسواس والبلبالِ

لم في الإدبار والإقبــــــــــالٍ فرِّج الهمَ إن دهرك هــــــذا

وفي مدح والده قصيدته التي يقول في مطلعها:

مالي لا أراك عليهِ لن تتجلدا قف وابك من تذكارمنزل مهددا

قلبي خواطره بها كم عـــودا ذا منزل كنا نعاهد فيه مــــــــن

تكُ في البكا متحيراً متــرددا إن كنت لي فابكي بمنزلها ولا

ما إن ترى فيها أخا متفــردا ذي أرضها وديارها قد أخربت

وغنائهن يفوق حسناً  معبدا كنا نرى فيها الغواني كالظبــا

وهي قصيدة في مدح والده يقول متخلصا فيها

أودية قد حلها من سُـــــوِّدا إن المعارف والمكارم والندى

والتابعون له لها صاروا هدى حتى له حلت وصار لها هدى

لا زال في كل البرية مَسْنَــدا ماءُ العيون أخو المحامد كلها

فوق الورى وبه لعمري يُقتدى من يقتدي بالشيخ لا ضــياؤهُ

عندالوغى يسقي العِدى كأس الردا حلوُ الجناب للأقربين وإنـــــهُ

حاجٌ وذاك من العدى ليُفتــدى وترى الضعاف ببابه هذا له

ومنها قوله في مطلع قصيدة أخرى تبلغ مئة وستين بيتا

غيرَ دار الهوى ودارٍ القرار أي دارٍ أهوى وأيُّ قرار

زُرتها لكن لســــت زائر دار تلك لو كنـــــت زائر دارٍ

كلَّ شخص تعلوهُ شمس النهار غير دار لفاضل ٍ عم نفعا

ماءُ عينيْ بصائر الأبصـــار عالمٌ عامل إمام همامٌ

لجميع الأعضاء دون  افتخارٍ نسبته للناس نسبة قلـــــبٍ

إلى أن قال:

بانصباب العرفان والأسرار كلُّ هذا فيه وزاد عليـــــهِ

والتخلي المرار بعد المـــرارِ للتحلي أهلا كذا للتجـــــلَّي

وتنحت لوامة بــــــــــــالفرار وعليه أمارةٌ لم تؤمــــــــرْ

وتناءى فجارُها للفجـــــــــــارِ أُلهمت ملهماته لتُقاهــــــــا

راضية مرضية في الخِيــــــارٍ وطُمأنينة اطمأنت بخيــــرٍ

بالصلاتين للنبي المختــــــــارٍ كملت كاملاتُــهُ وتنــــاهتْ

ـ مكانته عند والده

ــ   من المعلوم أن الشيخ ماء العينين لم يكن يعامل أبناءه إلا معاملة الأستاذ لطلبته والشيخ لمريديه وهم كذلك لم يروه أبا فقط بل رأوه العالم المجدد للدين والملجأ فيما يعتريه من شوائب، والغوث الذي جمع بين الشريعة والحقيقة جمعا لم يرى لأحد في زمنه.

ــ   قد كان الشيخ محمد تق الله مقربا من والده وقد أثنى عليه كثيرا فكان يقول قد عسل الله لابني محمد تقي الله بما فعل في سفره هذا معي من البرور ومع غيري من اللطف والإكرام.

ـ وقد كتب يوما له { الحمد لله وحده وبعد فوالذي رفع السماء وبسط الأرض لا أعلم بصدودٍ ما قد وقع مني عليك،في وقت ما في أمر ما ولا تركت ملامك على أمر فعلت فيه ما ألومك عليه ولله الحمد فتبارك الله أحسن الخالقين على ما أنت عليه معي وما في قبلي لك وأرجوا الله أن يبلغ لك مقاصدك مني على أحسن وجه ويبلغ لي مرادي فيك كذلك.} كم اوردها ماء العينين بن العتيق

ــ   خلفه مرة في بعض أسفاره على عيّاله ومحلته يقول الشيخ النعمة إنه آنذاك ظهر فيه من اتباع سيرته ومبادرته إلى أول الأوقات ورفقه بجميع الناس وإنزالهم منازلهم لا يوصف كما في الأبحر المعينية.

خامسا : أقوال العلماء فيه

قال عنه الشيخ محمد العاقب بن ميابى في مجمع البحرين{ وكان محمد تقي الله ذا فتوحات عجيبة وكرامات غريبة وكان صاحب اشتغال بالعلوم ومتعلق الخاطر بجمع الفنون، وكان سريع الفهم صحيح النظر،وكانت علومه كلها منحا وفتحا ربانيا وفيضا الهيا فقد شاهدته يبلغ رتبة التأليف في فن دون درس ولا مكابدة ولا طول مجاهدة….وقد أظهر الله عليه من صغره من آثار الولاية ودلائل العناية ما لايكيف ولا يطاق}

قال عنه الشيخ النعمة [ سيوطيُّ زمانه وفاضل عصره السيدُ محمد تقي الله الملقب محمد بوي إبنه ـ الشيخ ماء العينين ـ اطال الله حياته كان من أكابر العلماء المشهورين وكمل الأولياء المذكورين وأصحاب الفيض الرباني، والفتح الرحماني، وأهل الجذب العجيب، والتمسك بجادة السنة الغريب، وله في ذلك المرتبة العلية والراية السنية، وكان صاحب اشتغال بالعلوم وحفظٍ وضبط للمعاني والرسوم، متعلق الخاطر بالفنون الغريبة بعد إتقان العلوم القريبة، فنال مرتبة في كل فنٍ ظاهر وباطن يعجز عنها وصف اللسان ويقصر عن إيضاح عُشُرِها البيان]

قال عنه ماء العينين بن العتيق [ كان من أجلاء علماء الأمة وأتقياء عظماء الأئمة له اليد الطولى والقِدح المُعلى في الفتوة والعلوم الوهبية والكسبية كان رضي الله عنه نادرة دهره وأعجوبة عصره في الذكاء وفهم العلوم وسرعة الجواب]

قال عنه ماء العينين بن الحضرمي [ كان شاعرا مفلقا مجيدا ناظما كاتبا ناثرا تآليفه كثيرة في النحو والبيان والفقه واللغة والأسرار له ديوان كبير].

لائحة المصادر والمراجع:

1ـ مجمع البحرين في كرامات شيخنا الشيخ ماء العينين للشيخ محمد العاقب بن ميابى مخطوط بخزانتي نسخة منه

2ـ النفحة الأحمدية في الأوقات المحمدية طبعة دار يوسف بن تاشفين

3ـ الأبحر المعينية على الأمداح الماعينية للشيخ النعمه مرقون بخزانة الدكتور حمداتي اشبيهنا ماء العينين

4ـ قرة العينين في كرامات شيخنا الشيخ ماء العينين مرقون بحوزتي نسخة منه.

5ـ سحر البيان في مناقب شيخنا الشيخ ماء العينين الحسان مخطوط بحوزتي نسخة منه.

6ـ الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوربي طبعة مؤسسة الشيخ امربيه ربه للتبادل الثقافي والتوزيع.

 7ــ مقابلة مع حفيد المترجم له الأستاذ: افضيلي بن الشيخ النين جزاه الله خيرا.