المجاهد الشيخ مامينا بن الشيخ سيداتي

هو المجاهد الأغر محمد الأمين الملقب مامينا بن سيداتي بن الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل، أمه منه بنت الخضر بن سيدي أمحمد المسومية، ولد في الكريزيم قرب السمارة سنة 1884 وتربى في كنف جده الشيخ ماء العينين، حفظ القرأن في سن مبكرة على يد خاله من الأم ماء العينين بن الشيخ أحمد السباعي ودرس السيرة النبوية وأيام العرب والفقه والحديث في في السمارة.

عاصر السنوات الأخيرة من حكم عمه السلطان المجاهد الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماءالعينين، حيث كان إلى جانبه في منطقة سوس بعد ذلك إنتقل إلى تيرس زمور حيث عمه المجاهد العلامة الشيخ الولي بن الشيخ ماء العينين فتزوج إبنته أخديجتنا، وبعد فترة قدم عليهم وجاهة بن أعل الشيخ يريد جهاد الفرنسيين وبعد أن قام السلطان المجاهد الشيخ أمربيه ربه بن الشيخ ماء العينين بتعيين وجاهة كأحد قادة الجهاد في جهةموريتانيا، صحبه الشيخ مامينا الذي كان يتحين الفرصة للإنضمام إلى صفوف المجاهدين فكان رحمه الله سندا قويا لإبن عمه وجاهة، وخاض معه جميع غزواته إلا غزوته التي استشهد فيها إذ كان الشيخ مامينا منشغلا أنذاك في أمور عائلية حيث كانت زوجته في حالة ولادة.
شارك البطل المجاهد مامينا في معركة أم أغوابة التي تم فيها تدمير الفرقة الفرنسية التي كانت تحتل مدينة وادان ..كما شارك في الهجوم الكبير على أنواذيبو سنة 1924 ..ومعركة الحفرة الثانية ..،ومعركة الطريفية التي وصفها الفرنسيون كإحدى أشرس المعارك التي خاضوها في غرب إفريقيا وامتدت لثلاثة أيام ..كما قاد الشيخ المجاهد مامينا بنفسه الهجوم على أمغالك شنقيط الذي كان يستهدف القضاء على شبكة جواسيس المستعمر الناشطة في المنطقة ..وقاد كذلك الهجوم على منطقة بوخزامة حيث توجد قاعدة للمحتل ولولا تدخل الطيران الفرنسي كما ذكر ذلك النقيب لويوسكي في الغزوات على أدرار لكانت كارثة كبرى للجيش الفرنسي الغازي حيث زعم النقيب لويوسكي في روايته مايلي :{مامين بن سيداتي نجل الشيخ ماءالعينين حاول أن يجرب حظه في شهر سبتمبر سنة 1928،فجمع قرابة 140 مقاتلا، وأرسل طلائع أمام، تمت مفاجأة إحداها من طرف أربعة من كوميات الترارزة المتنقلة، وعندما لاحظ طائرتان فرنسيتان إعتقد أنهما تبحثان عنه فجمع على عجل بعض الجمال التي غنمها وقفل راجعا ..ثم طاردته فرقة أدرار حتى توغل في منطقة ذات كثبان وعرة , فقد فيها كل غنائمه تقريبا , وأستغل فرصة ليلة مظلمة حالت دون إقتفاء أثره فعبر بسرعة إلى وادي الذهب… }، هذه رواية النقيب لويوسكي التي وردت في كتاب  الغزوات على أدرار، قبل ذلك في سنة 1927 هاجم المجاهد مامينا مركز الداخلة الذي يحتله الجيش الإسباني وقتل أحد حراس الحاكم الإسباني بمدينة الداخلة.

صورة تنسب للمجاهد مامينا بن الشيخ سيداتي بن الشيخ ماءالعينين، المصدر مواقع التواصل

ظل الشيخ مامينا رحمه الله على إتصال وثيق بأمير المجاهدين الشيخ مربيه ربه الذي كان يتحصن في جبال اكردوس , وبعد سنتين من هزيمة المقاومة وبالتحديد سنة 1936، إعتقلت القوات الفرنسية المجاهد الشيخ مامينا في مدينة أكادير ونقلته إلى مدينة سانت لويس بالسينغال التي وصلها يوم 14 أغسطس من سنة 1936 ، وبعد أسبوع من وصوله تم نقله ثانية إلى مدينة بوتيلميت حيث جرت محاكمته فيها هو وإبن عمته المجاهد يحفظو بن محمد فاضل الذي قبض عليه أيضا في نفس الأيام بالقرب من مدينة تارودانت، فأصدرت محكمة بوتيلميت الفرنسية حكما بالسجن عشرين عاما على مامينا وبعشر سنوات على يحفظو، وبعد مضي عشر سنوات من السجن تم العفو عنهما، وبقيا تجت رعاية الإدارة مدة ثم أفرج عنهما نهائيا وكان ذلك في 16 من شهر مايو سنة 1948 ووصل الشيبخ مامينا  إلى مدينة أنواذيبو يوم 3 من شهر أعسطس من نفس السنة، وكان هو وإبن عمته يحفظو أخر سجينين من سجناء المقاومة أفرجت عنهما سلطات الإحتلال الفرنسي في يوم الأربعاء فاتح مايو سنة 1968، لفظ الشيخ المجاهد البطل مامينا بن الشيخ سيداتي بن الشيخ ماء العينين أنفاسه الأخيرة وصعدت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية بحول الله.

مصادر المعلومات : كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي النقيب لويوسكي : الغزوات على أدرار

المقال منقول بتصرف من الموقع الالكتروني : مدونة السلام