
النكد في اللغة،الشؤْمُ واللؤْمُ، نَكِدَ نَكَداً، فهو نَكِدٌ ونِكَدٌ ونَكْدٌ وأَنَكَدُ. كل شيء جرّ على صاحبه شَرّاً، فهو نَكَدٌ، وصاحبه أَنكَدُ نَكِدٌ. ونَكِدَ عيشُهم، بالكسر، يَنْكَدُ نَكَداً: اشتدّ.و نَكِدِ الرجلُ نَكَداً: قَلَّلَ العَطاء أَو لم يُعْط البَتَّة..(1)
جاء في تفسير ابن كثير للآية:” (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)(2):…وقوله : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) أي : والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا ، كما قال : ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) [ آل عمران : 37 ] .( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) قال مجاهد وغيره : كالسباخ ونحوها .وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر….”(3)
خلافا للتعريفين السابقين، يقدم الشيخ الفضيل(4) في نظم شرح فيه أنواعا للنكد المذكور في الآية، فذكر عشر أصناف ممن طالهم وصف النكد، ومنهم حسب الشيخ: الزنا الصريح، فساد عقد الزواج كحالة أن يكونا متراضعين أو المطعم الحرام، الحنث، الردة، المواقعة في الحيض….
نص الورقة:
قال العالم العامل الشيخ الفضيل ابن شيخنا الشيخ اشبيه أن:
ضرب ربنا تعالى مثلا
للمومنين ولضدهم علا
بقوله في سورة الأعراف
والبلد الطيب خذ يا صاف
والآخر الآية عند نكِدا
في رغب ورهب كما بدا
والنكد المذكور في نص الكتاب
فعشرة أنواعه بلا ارتياب
زنا صريحا، أو يكون العقد
في صيغه الفساد مما عدوا
أو متراضعين كانا، أو حرام
ومطعمهم إذا يكون بالدوام
وإن يرى حلف إن حنث يقع
من بعده أو ردة حيث تقع
من أيهم تكون أو هما معا
وزمن الحيض يكون واقعا
وهي تكون ذات خدن تنسب
وغير ذلك فهو الطيب
من كل شيطان وأوليائه
حفظنا الله كأوليائه
(1) لسان العرب لابن منظور، نسخة الكترونية.
(2) سورة الأعراف، الآية 58
(3) تفسير ابن كثير، مجلد 2، ص 253 و 254
(4) الشيخ الفضيل محمد فاضل بن الشيخ اشبيهنا 1888م/1938م، يقول الشيخ ماءالعينين بن الحضرمي في كتابة إفادة الأقربين، ص 95/96:
ثم شقيقه الأديب الظريف اللوذعي العفيف الأريحي التقي البركة، العالم الفاضل العلامة الكامل الشيخ السيد محمد فاضل الفضيل . حفظنا الله وإياه . نشأ في صيانة وديانة، وقرأ القرآن حتى أخذ الإجازة في قراءة نافع، فأرسله شيخنا. رضي الله عنه . مع ابنه الفياض البركة العُمدة الشيخ السيد محمد الأغظف . حفظه الله الأتي ذكره . إن شاء الله . وقرأ عليه كثيرا من علم الظاهر والباطن، وانتفع منه .. ما شاء الله . غاية الانتفاع ظاهرًا وباطنا، وتعلَّم عليه الأوصاف الحميدة والأخلاق الجميلة، وأتى معه لشيخنا صالحا لما يراد منه من الخير ما شاء الله . وسره ذلك الله الحمد، وكان صاحب أسرار وأنوار وفتوحات كثيرة، له خبرة بعلوم القوم، وكراماته شهيرة، عابدًا، كثير الأوراد ، حليمًا عاقلا ، أديبا مشتغلا بما يعنيه، مقبلا على ربه، يحب العلماء ويُكرمهم، يُحب في الله ويبغض له، مُكرِما للإخوان والأضياف، يقصد للحاجات ويقضيها كثيرا ، وله دعاء نظما ونثرا، وله تأليف، يُكرم الجيران ويقضي حوائجهم، وكانت ولادته في ربيع الثاني عام 1305.