كلمة في شأن المكتبة الرقمية الحاملة لإسم الشيخ ماءالعينين

بادرت ثلة من خيرة الشباب المعيني المثقف انطلاقا من نوايا حسنة بإنشاء مكتبة رقمية تحمل إسم العلامة الألمعي الكبير الشيخ ماءالعينين تحركهم في ذلك رغبة تروم في جوهرها غاية نبيلة وطموحة هاجسهم يقينا يتمثل أولا وأخيرا في إحياء التراث المعيني المتعدد في جوانبه وألوانه ومجالاته وتفريعاته وتشعباته الذي جرت العادة على اختزاله والتضييق عليه بدون وعي داخل دائرتين لخطابين إثنين : الصوفي والفقهي دون غيرهما في غياب نظرة شمولية تأخذ بعين الإعتبار تعددية الإنتاجات الغزيرة والمتنوعة للشيخ الصوفية منها والفقهية واللغوية والنحوية والفلكية وما يرتبط بها من أعمال جليلة متميزة في جودتها وقيمتها تجسد آثاره التاريخية العظيمة والقيمة والمثمرة دون جحدان أو نكران وفي ذات الوقت تعبر عن مجهوده الذي كرسه في سبيل شغفه المستميت للمعرفة والعلم وكذا انعكافه على التأليف طوال حياته دون ملل ولا كلل..
فبات بموجب هذه النظرة الإختزالية الضيقة التي تأصلت منذ عقود في الأذهان تتحدد هوية شيخنا معرفيا على إثرها من خلال زاوية محصورة بين ما هو صوفي وما هو فقهي بمعزل عن بقية أعماله المتنوعة …
ولعل الإشكال في نظري مرده يعود بالأساس لغياب التخصص في القطاعات المعرفية الأخرى لدى محبيه الشيئ الذي شكل سدا منيعا أمامهم ما منعهم من إثارتها والخوض فيها …
وغني عن التأكيد أن الإشكالية الثقافية العامة التي تحرك داخل فلكها شيخنا لها خصوصيتها ومنطقها الداخلي التي كانت وقتها تفرض الإلمام والإنكباب على دراسة العديد من المتون والمعارف يمتح الطالب منها ما يشاء ويغرف ما استطاع بناء على ما يملكه من قدرات ذاتية ويحوز عليه من آليات في التفكير ولا غرو فقد كان شيخنا محمد المصطفى/ الشيخ ماءالعينين/ متفوقا في زمنه بفضل ما أوتي من ذكاء ونجابة خارقين وأن يتشبع من درر أفكارها ويرتوي من معينها وبالخصوص على يد والده وقدوته وأستاذه وشيخه الشيخ محمد فاضل العالم الهمام والنحرير فلا غرابة ولاعجب في ذلك أن يؤلف شيخنا في شتى المعارف…
وحتى أختم ما أنا بصدده فكل التنويه وكل الشكر لهؤلاء الشباب الذين بادروا في خلق هذا المشروع الثقافي النبيل وإخراجه إلى حيز الوجود أقصد المكتبة الرقمية للشيخ ماءالعينين التي لامحالة ستستقطب الكثير من الباحثين والمتعطشين للبحث العلمي الرصين سيما وأنها تحتوي في خزائنها الرقمية على مئات المخطوطات وغيرها من الكتب والمؤلفات…
والله ولي التوفيق.

بقلم:

المصطفى بن الشيخ محمد فاضل الفقيه بن الشيخ مصطافي.