تؤرخ الرسالة التي بين أيدينا لمرحلة هامة من المقاومة في جنوب المغرب، خاصة أحداث سنة 1912 للميلاد الموافق لسنة 1330 للهجرة، أي ما بعد معركة سيدي بوعثمان مباشرة، و توجه الشيخ أحمد الهيبة قافلا إلى سوس و تمركزه بتارودانت (من تاريخ 29 رمضان 1330 للهجرة إلى تاريخ مجيئه إلى اسرسيف بهشتوكة 17 جمادى الأولى 1331 للهجرة)، وانقلاب الباشا حيدة بن ميس عليه و استمالة الفرنسيين له و دعمه بالسلاح و العتاد لكسر شوكة المقاومة بغية الاستحواذ على سوس، فاتجه بالفعل لحصار الشيخ أحمد الهيبة، و ظل يحارب المقاومة حتى قتل في معركة وادي ايكالفن سنة 1335 للهجرة الموافق 1917.
بالعودة للرسالة، فهي مؤرخة بتاريخ 18 ذي القعدة 1330 للهجرة، كاتبها الشيخ محمد عبد الوهاب بن الشيخ ماءالعينين، كما في خاتمة الوثيقة، يخاطب فيها الباشا حيدة، يسأل عن أحواله، و يخبره بأن مناطق سوس إلى مراكش و الصويرة و تافيلالت…يتحدث عن نصرة الشيخ أحمد الهيبة، و يدعوه إلى نصرة الجهاد و الحث عليه و نصرته، و التوبة حين أشار بجملة ” التائب كمن لا ذنب له”، كما أخبره بالعهد الذي كان بين الشيخ و الباشا، وأن غرض المقاومة نصرة الإسلام، وحذره من مغبة الخروج على الإمام و الفتنة…
ليختم رسالته بجملة ” محلتنا السعيدة في بلاد أولاد يحيى و منتظرون الجواب من عندكم بقدومكم أو خليفتكم…”، و بلاد أولاد يحيى ( لعله يقصد منطقة أولاد يحيى نواحي تارودانت).
