* الصورة المرفقة للشيخ محمد فاضل بن عبد الرحمان بن محمد بن الهاشمي الميري الحسني
امتد الإشعاع العلمي و الروحي للمدرسة المعينية الفاضلية ليصل مدن و مناطق متجاوزة الحدود الجغرافية للحركة نفسها، فقد أسس الشيخ ماءالعينين و تلامذته مراكز و فروع لزاويته في المدن التي زارها من الغرب، بل و حتى مدنا لم تطأها قدمه كوجدة مثلا، ففي هذه المدينة الشرقية، أسس أحد مريدي الشيخ فرعا للطريقة الفاضلية مازالت قائمة إلى الساعة.
زاوية الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن الهاشمي الميري هي فرع لزاوية شيخنا الشيخ ماء العينين بالسمارة، أسسها الشيخ سنة 1903، بإذن من الشيخ ماء العينين، بعد أن راسله بشأن إنشائها، فكان جواب الشيخ ماءالعينين: ” …..ابننا الأريب الأديب اللبيب، النبيه النزيه النسيب الحسيب، الحاج الفقيه السيد عبد الرحمان الوجدي: أمنك الله و رعاك……فموجبه أنه وافانا كتابك، الذي تاريخه عشر بقين من شهر الله رمضان عام 1320، و من مضمونه أنك تريد أن نجعل معك الهمة في زاوية تريد أن تبنيها في وجدة، فلقد أجبناك بذلك، و الله يعينك……..شعبان 1321 للهجرة”( الرسالة من كتاب الشيخ ماءالعينين علماء و أمراء ج1 ص 314).
من اليمين إلى اليسار، الأستاذ محمد الإمام سيداتي والأساتذة الطالب أخيار ماءالعينين و تقي الله ماءالعينين و سيدي علي ماءالعينين أعضاء جمعية الشيخ ماءالعينين لحوار الأجيال أمام مبنى زاوية الشيخ ماءالعينين بوجدة على هامش الملتقى الدولي وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018.
يعتبرالعلامة الفقيه عبد الرحمان الميري من علماء وجدة المرموقين، ولد سنة 1856 ميلادية، درس على يد والده العلامة الفقيه محمد بن الهاشمي الميري قاضي وجدة، كما درس بجامعة القرويين، ثم انتقل إلى السمارة والتقى الشيخ ماءالعينين فأخذ عنه الطريقة القادرية و أجازه فيها، ليعود إلى وجدة بعدها، و شرع في تلقين الأوراد و بث العلم، كما قام كما أشرنا سابقا بتأسيس زاويته بوجدة، والتي عرفت نشاطا و اشعاعا، لم يتأثر بضغوط المستعمر الفرنسي حينها.
المسؤول عن الزاوية يقدم شروحات لأعضاء الجمعية.
كان الشيخ عبد الرحمن ميري رحمه الله من كبار العلماء الربانيين في مدينة وجدة المقاومة. ولما توفي سنة 1932،خلفه ابنه الأكبر الشيخ سيدي محمد ميري، ثم من بعده تولى مشيخة الزاوية ابنه الآخر المربي التقي الورع المرحوم الشيخ محمد فاضل ميري الهاشمي، الذي عرفت الزاوية في وقته ازدهارا وإقبالا كبيرا.
الزاوية اليوم هي تحت إشراف السيد محمد مباصو، وهو من عائلة الشيخ محمد فاضل، كما يدير و يرعى الزاوية كل من فاضل بالهاشمي وأخيه عبد الحفيظ ووالدهما الكريم، و هي كما قال المنشد نورالدين الحرثي في إفادته، في نشاطها و عملها، لازالت تحافظ على طريقة و أوراد شيخنا الشيخ ماء العينين.وتحيى بها مختلف المناسبات الدينية الكبرى، وتعرف اقبالا مهما وكبيرا من مختلف الاعمار.
صورة للمشرف على الزاوية و هو من حفدة الشيخ المؤسس
وعلى مدى سنوات لم تنقطع الصلة بين الزاوية و قبيلة الشيخ ماءالعينين و مدرسته، فقد زارها الشيخ محمد ابراهيم بن الشيخ ماءالعينين، كما زارها عديد من حفدة الشيخ ماءالعينين.
يظهر في الصورة الثاني على اليسار المنشد نور الدين الحارثي
بفضل إشعاعها أيضا، تأسست الجمعية الفاضلية للمديح والسماع بوجدة سنة 2002، برئاسة السيد نور الدين الحارثي، كما شكلت في سنة 2017 النواة الأولى لتأسيس أول رابطة للمديح والسماع الصوفي بالجهة الشرقية، والتي نظمت العديد من الملتقيات ومهرجانات المديح والسماع، و شاركت في العمل الانساني و الاجتماعي.
مشاركة للفرقة الفاضلية للإنشاد
مصادر المقال:
موقع وجدة سيتي الإلكتروني
كتاب الشيخ ماءالعينين علماء و أمراء، الجزء الاول لصاحبه الفقيه الدكتور الطالب أخيار بن مامينا
رسالة إلكترونية من السيد نور الدين الحرثي.
الأستاذ محمد تقي الله ماءالعينين.